قد نختلف مع المشرفين علي مكتبة الإسكندرية في العديد من أنشطة المكتبة. لكن محاولات التسخيف والإلغاء والمصادرة تحتاج إلي مراجعة موضوعية. أنشئت مكتبة الإسكندرية استمراراً لمكتبة الإسكندرية القديمة التي جعلت المدينة عاصمة ثقافية للعالم كله. فاختيار الاسم ضرورة وليس مصادفة.. وكانت إسهامات الدول والهيئات العالمية في تمويل المشروع حتي اكتماله. بهدف أن تؤدي المكتبة الدور نفسه الذي كانت تؤديه المكتبة القديمة.. لا يعنينا الآن من فكر. وخطط. ودعا إلي التمويل. بل ولا حتي من شمل المشروع برعايته. بقدر ما يعنينا اكتمال المشروع. لتستعيد المكتبة مكانتها القديمة. وتصبح منارة حقيقية للمعرفة. استطاعت المكتبة أن تضيف إلي الحياة الثقافية. ليس في الإسكندرية وحدها. وإنما علي مستوي الثقافة العالمية. السلبية في أداء المكتبة.. ومن أراد عيباً فلابد أن يجده.. أن القرار أحياناً كان لأفراد من مسئولي المكتبة. رغم لجانها المتعددة التي تشمل كل الأنشطة. لكنها اقتصرت علي المناقشات دون أن تتجاوزه إلي محاولة الفعل. ثمة محاضرات وندوات ومهرجانات وغيرها من الأنشطة. يفترض أن تكون الداعية لها لجان المكتبة. فلا تنظم بقرارات فردية. تمليها اللحظة دون تصور مسبق. لعلي أجد في الروح التي كانت وراء إنشاء مكتبة الإسكندرية. ما يؤهلها للقيام بدور لا يقل عما تؤديه مكتبة الكونجرس الأمريكي. ومركز بومبيدو بالعاصمة الفرنسية. هذا هو المعني العالمي للمكتبة. أما الاقتصار علي بعض الأنشطة الوقتية. أو الطارئة. التي توضع بلا استراتيجية محددة. فهو يقلل من الدور الذي نأمل لمكتبة الإسكندرية أن تؤديه. مكتبة الإسكندرية إنجاز ثقافي مهم. تماماً مثل كل الإنجازات الكبري في الحياة المصرية. بداية من أهرامات الفراعنة. واستمراراً في معطيات الثقافات الهيلينة والقبطية والعربية الإسلامية. إلي أيامنا الحالية. من الصعب أن ننسبها إلي شخص بذاته. ولا جماعة معينة. حتي الأهرامات التي نعرف من دعا إلي إقامتها. نهمل الأسماء. ونتذكر فحسب أن الأهرامات وأبوالهول وأهرامات سقارة ومعابد الكرنك وغيرها من الآثار الفرعونية. هي إنجاز مصري. جعل للحضارة المصرية موقعها المتقدم بين الحضارات العالمية. الأمر نفسه ينطبق بالضرورة علي معالم مهمة في تاريخ هذا الوطن. إنها الإنجاز الثقافي المصري الأهم منذ افتتاح الجامعة المصرية. علينا أن نرعي مكانتها. ونتيح لها إمكانات التواصل والانفتاح علي الثقافات العالمية.