تميزت البيئة البدوية بعدة صناعات فريدة.. للأسف بدأت في التدهور والانقراض بسبب عدم اهتمام المسئولين بها رغم ان الخامات متوفرة والصناع المهرة من سيدات البدو مازلن يتمتعن بمهارات عالية رغم قلة الامكانيات الفنية والمادية والظروف غير المواتية. يقول مدين أبوالحول أحد أبناء القبائل العربية بالاسكندرية ان "غزل الصوف والوبر" الخاص بالأغنام والجمال هو من أشهر هذه الصناعات حيث يستخدم هذا الغزل في صناعة "بيوت البدو" أو ما يطلق عليه الخيام البدوية التي تصنع من صوف الغنم ووبر الجمال وتتميز بدفئها شتاء وقدرتها علي حجب حرارة الشمس صيفاً. فهي بمثابة "تكييف طبيعي" للبيئة الداخلية للخيمة مشيراً إلي ان صناع هذا النوع من الخيام الذي يتم تصديره لدول الخليج والدول العربية يحتاج إلي دعم الصندوق الاجتماعي والنزول إلي أرض الواقع وبحث حالات هؤلاء الصناع المهرة الذين يعملون تحت ظروف صعبة وامكانيات متواضعة ورغم ذلك يقومون بتنظيف الصوف وصباغته بمواد طبيعية من البيئة وغزله وصنع الخيام منه. أكد انه نتيجة لهذا المجهود وقلة الموارد المادية اتجه صانعو الخيام البدوية إلي الخامات المحلية من القماش السميك عوضاً عن صناعة الصوف والوبر المكلفة ولكنها ذات جودة عالية إذ يصل ثمن "بيت الشعر" كما يسمونه إلي آلاف الجنيهات عند تصديره للأمراء العرب الذين يحرصون علي اقتناء "بيت الشعر" المصنوع في البيئة البدوية المصرية لجودته ودقة رسوماته وصباغته. بينما قال نزيه الحكيم "شاعر" ان الشاعر البدوي قديماً تغني بالخيمة البدوية قائلاً ما معناه ان هناء العيش في بيئة البدو تنحصر في "بيت من الشعر" و"بيت من الشعر" وهذا دلالة علي ان الخيمة البدوية إحدي علامات الثقافة والبيئة البدوية القديمة الاصيلة ولكنها أصبحت الآن "تحتضر" بسبب عدم ظهور جيل ثاني من الصناع خاصة ان القائمين عليها هم "عجائز البدو" من السيدات اللائي تعدين ال 70 عاماً مؤكداً ضرورة تعليم الفتيات في المدارس هذا النوع من التراث وصناعة "الانوال" التقليدية أو ما يسمي في الصناعة ب "هاندميد" أي صناعة يدوية ذات عراقة ومتانة فائقة.. رجب أبوالحول أحد شيوخ البدو يقول: ان من الصناعات البدوية التي أهملت هي صناعة البطاطين البدوية والكليم الصوف. وصناعة "جبن الماعز" التي أصبحت تلاقي رواجاً كثيراً في المحلات الشهيرة التي تقدم الأطعمة للشباب حيث تمتاز الجبنة التي تصنع من لبن الماعز بدسامتها وانها تعطي طاقة عالية للشباب وتساعد علي رفع مناعة الجسم وتحمي من الرطوبة والصقيع. أما عطا الله رسلان أحد شباب البدو فيقول ان من الصناعات التي اندثرت وكانت هامة جداً هي صناعة "الكشك البدوي أو الصعيدي" كما يطلقون عليه وهو منتج جاف تستطيع ربة المنزل تخزينه لمدة عام دون الحاجة إلي ثلاجة حفظ. وهو مصنوع من اللبن بعد استخراج الزبدة منه ويتم معالجته بالملح وتخميره ثم يصنع في أصابع جافة تخزن ويستخدم في الأكل كوجبة ساخنة بالطماطم أو يمكن اذابته في الماء المثلج ويقدم عصير مثلج في فصل الصيف خاصة في درجات الحرارة العالية حيث يساعد الجسم علي الاحتفاظ بدرجة حرارة ثابتة وهو مرطب جيد للمعدة والأمعاء. يقول حمدي أبوعقيلة أحد الشباب أنه علي الدولة ان تمد يد المساعدة لاحياء هذه الصناعات ودعم ربات المنازل والشباب والفتيات من خلال الصندوق الاجتماعي علي اعتبار انها صناعات صغيرة وتساعد علي تنمية دخل الأسرة البدوية وترفع من مستوي معيشتها خاصة ان هذه الصناعات يتم احياؤها بأقل التكاليف لانه يمكن القيام بها في أي ركن بالمنزل وتستفيد منها الدولة في التصدير وتنمية المجتمع.