"لو كان الفقر رجلاً لقتلته" مقولة تعكس الفقر بكل معانيه وبؤسه. خاصة بعد انتشاره بشكل مفزع في قري ونجوع مصر. في الأقصر فقراء أنهكتهم الحياة وقضي عليهم البؤس وسقطوا من حسابات المسئولين حتي أصبحوا منسيين تراكم عليهم غبار السنين. يقول أحمد أبو عدبة مسئول جمعية الأورمان بالأقصر إن عزبة مرسال الواقعة بمدينة إسنا جنوبالأقصر هي قرية منسية محذوفة من الخريطة ولا يعرفها المسئولون أو الأهالي حكم عليها القدر بأن تكون مهمشة معدومة المرافق والخدمات ويعيش أهلها حياة بدائية كحياة العصور الأولي لحظة اكتشاف الإنسان للحياة. أوضح ان العزبة تبعد عن مدينة إسنا بمسافة 6 كم تقريباً وتقع غرب قرية الزنيقة وتتبع الوحدة المحلية لقرية أصفون ويبلغ عدد سكانها حوالي 130 نسمة مقسمة علي 20 أسرة حالهم يبعث علي الأسي شأنهم شأن قري كثيرة في مصر. حيث الأسي والحسرة علي الوجوه والحياة البدائية علي نور لمبة الجاز "العويل" وشرب المياه من "الطرومبة" ويطهون الأكل علي "الموقد" ومن يعيش حياة مرفهة منهم يطبخ علي "الكانون". وأضاف: انه لم يصلهم أي مسئول أو مساعدات من أي جهة سوي من جمعية الأورمان. وقام المحافظ بزيارة القرية وهو أول مسئول يقوم بتفقدها ومشاهدة معاناتهم علي الطبيعة. وأضاف خالد علي مسئول بمديرية التضامن الاجتماعي: ان العزبة تندرج تحت مسمي القري الأكثر فقراً والمعدومة تماما بل هي "مدفونة بالحياة" حيث لا وسائل مواصلات ولا خدمات ولا مرافق ولا أي شكل من أشكال الحياة البسيطة وكأنه حكم علي أهلها بالموت البطيء لعدم توافر أبسط حقوق أهالي القرية في المياه والكهرباء وبقية المرافق. مشيراً إلي أن أهل القرية هم من الفقراء المعدومين الذين يعيشون علي الزراعة ومنتجات الدواجن والألبان ويعملون باليومية في الزراعة مقابل حفنة من القمح أو القصب أو عشب لأغنامهم ويعانون أشد المعاناة في سبيل حصولهم علي أدني متطلبات حياتهم اليومية. ويظهر ذلك من خلال النماذج البدائية لمنازلهم المبنية بالبوص والخشب. والغني منهم لديه منزل بالطوب اللبن. وأكدرشاد عبدالعال من قرية حاجر الجبل بمدينة أرمنت. انهم يعيشون في مأساة ومعاناة دائمة في القرية حيث يعملون بالأجر في الزراعات الموسمية. ولا يمتلكون أراضاً في المنطقة. وليس لهم أي مصدر دخل آخر سوي ذلك. كما انهم يتلقون معاش الضمان الاجتماعي. ومساعدات من الجمعيات الأهلية. ويعيشون علي تلك المعونات. ويناشد الجهات المسئولة بتوفير فرص عمل لهم.