أشرت -من قبل- إلي المشكلة الأمنية في سيناء سواء في أيام الاحتلال الإنجليزي. أو عقب العدوان الصهيوني. وحتي تسلل جماعات الإرهاب إلي الجبال والكهوف والمغارات لتمثل خطرا مقيما علي الأمن المصري. أذكر أن وجهة نظري تحددت في ضرورة استعادة سيناء بمعني وصلها بالوطن الأم. فنبدأ فورا في إعادة الإقليم إلي بقية الأقاليم المصرية من خلال توطين الملايين من الأيدي العاملة في الدلتا والصعيد. إلي جانب مواطني سيناء وتنفيذ ما في الملفات من دراسات تستهدف التنمية بل وتنفيذ ما كنا بدأنا فيه بالفعل لولا أن الدولة كانت حريصة أن يظل كل شيء علي حاله دون خطوات فعلية للتنمية. ولأن النظرية الاقتصادية كما نعلم تذهب إلي أن رأس المال جبان بحيث إنه لا يقدم علي مشروع ما إلا إذا اطمأن إلي الأرضية التي يتحرك فوقها وإذا كنا قد بدأنا بتصفية الإرهاب فإن الخطوة التالية في تقديري يجب أن تأتي بواسطة الدولة وبتعبير محدد فإن المشروعات المماثلة لجامعة سيناء لن تتكرر إلا إذا فتحت الدولة ملفات سيناء. وسعت لتنفيذ ما تتضمنه من مشروعات تشمل كل شبه الجزيرة سيمثل ذلك عامل جذب للمستثمرين في المجالات المختلفة فلا يقتصرون علي أمثال حسين سالم الذي اكتفي بالجانب السياحي بإقامة الفنادق والقري السياحية. الوجه المقابل لهذه الاستراتيجية التي تستهدف الحفاظ علي أمن شبه الجزيرة كان لابد أن يتزامن معه خطوات جادة وحاسمة لعمليات تسلل السلاح إلي الأراضي المصرية وأراضي سيناء بخاصة تسريبات الأسلحة التي أعلنت وزارتا الدفاع والداخلية -ومازالتا- بأنباء العثور عليها في أماكن مختلفة من بلادنا ليست مجرد شرر صغير ولا كبير لكنها تشي بدلالات خطيرة ضد أمننا القوي. لقد تناولت ظاهرة السلاح الذي جري تهريبه داخل البلاد وأنه كما أكد خبراء الاستراتيجية يغطي احتياجات جيش بأكمله لكننا -كما تعلم -اكتفينا بصمت غير حكيم لم يتدبر النتائج المتوقعة ظلت الأنباء تتوالي في الصحف ووسائل الإعلام عن ضبط محاولة تهريب أسلحة مهربة وعن استخدام أسلحة متطورة في معارك شخصية وعائلية وعن تحول بنايات مدنية إلي ترسانات مسلحة كانت الأعمال الإرهابية التي جرت في مناطق مختلفة في بلادنا. أشبه بالبروفات التي تسبق أداء العمل أو أنها جس نبض لتبين مدي تنبه المسئولين عن الأمن وكما نري فقد انتهت فترة البروفات أو جس النبض بعملية خطف الجنود ثم بالاعتداء علي معسكرات الأمن المركزي في سيناء. ليس الوقت مناسبا لتبادل الاتهامات بالتهاون واللامبالاة والتقصير إنه وقت إنقاذ الوطن من هجمة المؤامرات التي طال الإعداد لها.