"قميشة" إحدي المناطق العشوائية بمحافظة الجيزة وهي تتبع حي بولاق الدكرور وتقع خلف كلية الزراعة جامعة القاهرة. الغريب أن أهالي المنطقة يعيشون في فقر مدقع ومستوي اجتماعي غاية في التدني ويطلون علي منطقة مجاورة لهم في قمة الثراء وصدق من قال لا توجد منطقة وسطي ما بين الجنة والنار.. فهذه عشش مبنية بالطين يفصلها متر واحد عن أبراج لا تكاد تري نهاية لارتفاعاتها الشاهقة. "المساء" مستمرة في فتح ملفات المناطق العشوائية حتي يتم تطويرها. يقول توفيق عبدالوهاب "65 سنة" قميشة منطقة عشوائية فقيرة وتعيش في زمن غير الزمن فمنازلها مقامة من الطين منذ 15 عاماً كلما بلت حاول أصحابها إحلالها وتجديدها. يضيف أنا وزوجتي وفتياتي الثلاثة نقيم في غرفة صغيرة أسفل سلم المنزل المتهالك ونعاني أنا وبناتي قسوة الحياة والفقر الشديد وهن ينظرن لسكان العمارات المجاورة ويشعرون بالحرمان وهذا ما يحز في نفسي وأنا عاجز عن تلبية أدني مطالبهن وأطالب بشقة تسترني أنا وأطفالي لأطمئن عليهن. يشير حسانين عبدالحميد "82 سنة" إلي أن رجال الأعمال والمقاولين يطمعون بشدة في منازلنا لهدمها وتشييد الأبراج السكنية مكانها ويستغلون حاجة السكان وفقرهم وحاجتهم للمال لشراء منازلهم وبالفعل اشتروا بعض المنازل ويضغطون علي باقي الأهالي من أجل الرضوخ لهم ولأسعارهم البخسة ومن أجل ذلك قاموا بالاستيلاء علي الشارع الرئيسي المؤدي إلينا وقاموا ايضا بعمل أساسات خرسانية ملاصقة لجدار منازلنا وهددونا بإغلاقها علينا تماماً. يؤكد سيد حسانين وعزمي السيد أن ملاك الأبراج المجاورة أغلقوا الشوارع علينا وبعد أن كان الشارع الرئيسي لنا 5 أمتار أصبح لا يتعدي المتر الواحد ونطالب المحافظة بسرعة بناء مساكن بديلة لنا في نفس المكان لأن منازلنا آيلة للسقوط في أي لحظة وأصبح العيش في منزل آمن لنا ولأطفالنا حلماً نتمني تحقيقه. فوزية بكر "ربة منزل" تقول: لا يوجد في منزلي صرف صحي أو مياه خوفاً من سقوطه والمنطقة مقامة منذ عهد بعيد ولم يتم تطويرها.. وأولادي تخطو الأربعين عاماً دون زواج لعدم وجود مكان للعيش فيه بعدما تهدمت المنازل وأصبحت مأوي للقوارض والثعابين واعتدنا علي رؤيتها خصوصاً أن المنازل مسقوفة بالبوص وخشب النخيل. توضح جمالات عبدالفتاح "63 سنة" أن المنطقة بها أكثر من 15 منزلاً بها ما يقرب من 20 أسرة ومعظمنا يعيش علي مساعدات أهل الخير في المنطقة. يقول فيصل جودة يعرضون علينا أن نترك المنزل مقابل شقة عبارة عن غرفتين فكيف يسكن جميع الأسر بالمنزل في شقة واحدة. تقول زينب عبدالحكيم: تم فسخ خطوبة ابني لخوف أهل العروس علي ابنتهم من انهيار المنزل. توضح عزيزة محمد "ربة منزل" أن منازل المنطقة مقامة منذ زمن طويل وآلت إلينا عن طريق الميراث من الآباء والأجداد ومعظم أهالي قميشة يرفضون بيعها ونطالب محافظ الجيزة بالتدخل وحمايتنا والعمل علي تطوير المنطقة في نفس المكان وبناء مساكن جديدة مثل مساكن عشوائيات زينهم فهذا حقنا علي الدولة لأننا لا نملك قوت يومنا. تؤكد فتحية عيد وحنان محمود أنه لا يوجد من يعولهم هم وأطفالهم وليس في مقدورنا شراء منازل جديدة ولن نترك قميشة ولابد من إيجاد حلول في نفس المكان وخلق فرص عمل لأهل المنطقة. كما أننا نعيش في خطر شديد وخوف من انهيار المنازل في أي لحظة حيث إنها قديمة جداً وكلها مسقوفة بالبوص وخشب النخيل. توضح عايدة فرغلي أن المنازل أصبحت غير كافية للسكن وهناك أسر كاملة تنام داخل غرفة واحدة واضطر بعض الأهالي ممن لهم أولاد كبار أن يناموا بالتناوب فيما بينهم فالذكور يسهرون الليل وينامون في النهار عكس بناتهم. وتضيف: الدولة والمحافظة تتجاهلنا منذ زمن بعيد وتعتبرنا مشكلة وعبئاً إضافياً عليها ولا تعاملنا علي أننا مصريون لنا الحق في أن نعيش حياة آدمية. يؤكد أسامة السقعان رئيس حي بولاق الدكرور أن منطقة قميشة والمنطقة المجاورة لها تم وضع خطة لتطويرها من قبل الحي وستعرض علي المحافظة في القريب العاجل. يضيف أنه بالنسبة للضغوط التي يتعرض لها الأهالي لإجبارهم علي بيع منازلهم فلن يحدث ذلك إلا برغبتهم وليس للحي أي تدخل سوي بالتصدي بحزم لكافة أشكال الاعتداء علي الطرق التي تخدم أهالي المنطقة وإزالة التعديات وتم بالفعل عمل المحاضر لكافة المخالفين علماً بأن الأبراج السكنية نفسها المجاورة لقميشة مخالفة وتم عمل محاضر لأصحابها واتخاذ كافة الإجراءات القانونية نحوها.