عاشت الرياضة المصرية كارثة أخلاقية جديدة وليست أخيرة بعد اعتداء الجماهير علي المؤتمر الصحفي للوزير العامري فاروق وزير الدولة للرياضة والذي عقده لإعلان اللائحة الاساسية المنظمة لعمل وتشكيل وانتخابات مجالس إدارة الاندية الرياضية.. في مهزلة تعكس حالة العنف والروح العدائية والدموية الدخيلة علي سلوكيات المواطن والمجتمع المصري منذ قيام ثورة يناير المجيدة لتفشي مظاهر الفوضي العارمة والسيولة.. والتسيب في أرجاء البلاد الناتجة عن عدم الاستقرار السياسي والانفلات الأخلاقي والأمني وغياب هيبة الدولة وعدم قدرتها علي تفعيل واعمال القانون حتي أصبحت أعمال البلطجة والعنف من المشاهد المؤلفة ليفقد الانسان المصري معها أغلي ما كان يملكه في الحياة الا وهو الأمن والأمان لقد استخدم المعتدون علي مؤتمر الوزير كل الاسلحة البيضاء والشماريخ والعناية الإلهية وحدها أنقذت العامري فاروق ولكن الاصابات لحقت بكثير من الحضور من الصحفيين والعاملين بمكتب الوزير منهم الدكتور إبراهيم خليل وكيل الوزارة وتلفيات تحطيم قاعة الفروسية كما يقول الدكتور أشرف صبحي المدير التنفيذي باستاد القاهرة بلغت "100" ألف جنيه.. ولعلنا نتفق أن حدوث تلك الكارثة مع العامري فاروق وهو وزير ورئيس للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب والمسئول الاول عن الرياضة في مصر يعكس لنا حجم المأساة التي يعيشها الوطن لعدم تفعيل القانون وعدم وجود رادع لكل من يلجأ لاعمال البلطجة والعنف للتعبير عن رأيه ولعلنا نتفق أن ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك يتحمل جزءاً كبيراً من هذا الاعتداء خلال مؤتمره الصحفي عشية مؤتمر العامري والذي تجاوز خلاله كثيرا ضد الوزير سواء في الألفاظ التي تحدث بها والقول بأن وزير الرياضة يسعي لهدم نادي الزمالك وتعطيل مسيرة فريقه الكروي من خلال تطبيق لائحة الاندية الجديدة وتعيين لجنة للاشراف علي انتخابات الزمالك وهذا كلام مرفوض تماما وعار من الصحة ولكنه تسبب في شحن الجماهير وإثارة غضبها فقامت بالاعتداء علي مؤتمر العامري فاروق حتي لا يصدر اللائحة.. والمثير للدهشة أن رئيس الزمالك ومعه ابراهيم يوسف عضو المجلس والذي شاركه في اشعال فتيل الأزمة ضد العامري عادا وأعلنا براءة مجلس الزمالك من هذا الاعتداء ورفضا هذه السلوكيات وهو قمة التناقض ويحسب للعامري الوزير الشاب الطموح والذي حقق العديد من الانجازات إنه تحمل علي عاتقه وبشجاعة الرجال والعين الخبيرة وطهارة اليد والرؤية الشاملة لمستقبل الرياضة المصرية مهمة ترتيب أوراقها وعلاج أمراضها والقيام بثورة تصحيح ضد كل مظاهر الفساد لتطوير وتطهير المنظومة الرياضية والنهوض بكافة عناصرها ولم يهتز لحظة واحدة منذ توليه المسئولية في أغسطس الماضي بل كان صلبا واثقا من نفسه لايمانه الشديد بأن وطنه يستحق كل التضحية ولابد وانه سيدفع ضريبة عمله الدؤوب من أجل الصالح العام للرياضة والتي ندر نفسه له وهو يعلم انه سوف يقاوم بخسة وشراسة معا من الفاسدين والمنتفعين ومن خفافيش الظلام الذين حول الكثير منهم الاتحادات والاندية لقلاع فساد يديرونها لاعمالهم المشبوهة ولمصالحهم الشخصية وثقتي كبيرة في نجاح وقوة وصلابة العامري الخلوق والمهذب لانه لن يتراجع في الدفاع عن مبادئه واستراتيجيته والقوانين التي وضعها لاثراء الحركة الرياضية وجعل مستقبلها مشرفا ونصيحتي له ان يسير بخطي ثابتة للامام لاصلاح ما أفسده السابقون في ظل قوانين عقيمة بالية وأطالب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والنائب العام بأن يقتصوا للوزير العامري أولا ولهيبة الدولة من المتآمرين الذين ارتكبوا تلك المهزلة ضد رجل يعشق وطنه ويسعي لارساء مباديء الحوار والعدالة بين الأندية.