أكد العالم المصري أحمد زويل ان مصر تمر بمرحلة تاريخية بعد ثورة الشباب التي جاءت بعد 60 عاماً من آخر ثورة قام بها الجيش عام 1952 وقد شهدت مصر خلال 100 عام ثلاث ثورات الأولي 1881 قام بها أحمد عرابي للمطالبة بالحرية و1919 التي قام بها سعد زغلول للمطالبة بدستور جديد يضمن الحرية للبلاد في ظل الاحتلال الانجليزي وأخيراً ثورة 1952 التي قام بها ضباط الجيش. وجه زويل التحية للشباب المصري الذين حققوا الديمقراطية التي ستعم علي الوطن العربي فيما بعد مؤكداً ان العالم كله لم يتوقع ان تقوم مثل هذه الثورة الشبابية إلا د. زويل كان أحد القلائل الذين توقعوها خاصة أنه عقد أكثر من ندوة علمية وجد فيها حضوراً يتراوح ما بين 600 شاب وهذا يعني ان الشباب المصري لديه علم وإدراك وكانت نتيجة ذلك القيام بانتفاضة تمثل نقطة كبيرة في تاريخ مصر ولا يمكن ان نطلق علي شباب ميدان التحرير شباب الفيس بوك ولكن الوصف الصحيح "فيس إيجيبت" أو "وجه مصر". أشاد بدور الجيش المصري الذي استطاع تحقيق الأمن للمواطنين دون ان يطلق رصاصة واحدة وساهم المجتمع المدني واللجان الشعبية في تحقيق هذا الأمن. أوضح زويل انه فور انطلاق الثورة جاء للبلاد كمواطن مصري يريد المساهمة بأي دور في إنهاء الأزمة السياسية الحالية وعقد عدة اجتماعات بدأت باللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وعمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية والجميع اتفقوا علي ان الأزمة لن تنتهي إلا بعد معرفة مطالب الشباب لذلك عقد جلسات استمرت 7 ساعات مع شباب 7 ابريل وشباب الإخوان ومجموعة مؤيدي د. محمد البرادعي وشباب الاشتراكيين والثوريين. مشيراً إلي أن الأزمة الحالية لها ثلاثة أبعاد الأول سياسي حيث يوجد اختلاف في وجهات نظر القوي السياسية وهناك طموح لدي بعضها في تولي السلطة ولكن لابد من وضع مصلحة مصر فوق جميع الاعتبارات. والبعد الثاني أمني.. فلا يمكن ان تستمر الأوضاع الحالية بعد زيادة أعمال السرقة والنهب لذلك يجب تعاون جميع القوي السياسية والشعب مع القوات المسلحة لتحقيق الأمن للشعب وحل الأزمة وأخيراً البعد الاقتصادي فالدخل القومي يرتكز علي السياحة والملاحة في قناة السويس والاستثمار ولابد من حل الأزمة لإعادة الاقتصاد إلي وضعه الطبيعي. كشف انه اتفق مع جميع الأطراف علي بعض الحلول يأتي في مقدمتها قيام عمر سليمان بالإشراف علي الاصلاحات السياسية وتكوين مجلس من القانونيين والشخصيات العامة الشعبية لتعديل المواد الدستورية 76 و77 و88 و179 وتحديد جدول زمني لإجراء هذه التعديلات وإجراء انتخابات مجلس الشعب بشكل ديمقراطي وإلغاء قانون الطواريء وتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون الأحزاب وقانون النقابات المهنية بالإضافة إلي الإفراج عن المعتقلين السياسيين. أشار إلي أنه يتوقع حلاً سريعاً للأزمة الحالية بعد مقابلة جميع الأطراف فالجميع لديهم استعداد للوصول إلي حل ديمقراطي دستوري وسيكون الرئيس مبارك أول رئيس جمهورية يسلم السلطة إلي رئيس غيره. وجه زويل رسالة إلي شباب 25 يناير طالبهم خلالها بعدم السماح لأي قوة سياسية للركوب علي ثورتهم وضرورة التمسك بنجاح الثورة ..نفي زويل رغبته في الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية مشيراً إلي أنه في حالة تعديل الدستور سيترشح من هم أفضل منه لهذا المنصب. استبعد تأثير الضغوط الخارجية التي تمارسها أمريكا والدول الأوروبية في المرحلة القادمة لمصر مشيراً إلي أن المصريين الذين سيحددون مصيرهم كما ان تهديد الولاياتالأمريكية بقطع المعونة الأمريكية عن مصر لن يكون له تأثير فالمعونة ليس لها تأثير علي الاقتصاد.