لقبناهم ملائكة الرحمة لأن المهمة السامية التي يؤدونها سامية وما يبذلونه من مجهود لا يتناسب مع ما يأخذونه من مقابل وارتبطت أكثر بالاناث لأن صفات العطاء والايثار متأصلة فيهن بغريزة الأمومة التي يولدن بها وفي الماضي كان لهذه المهنة مكانة كبيرة خاصة عند البسطاء الذين كانوا يحرصون علي الحاق بناتهم بمعاهد التمريض لسمعتها الطيبة ولأنها تضمن لهن وظيفة سريعة عقب التخرج. وبمرور الوقت أخذت هذه المهنة السامية تفقد بريقها وصارت كأي وظيفة عادية ولم يلتفت أحد إلي ضرورة تطويرها والاهتمام بها رغم ما سجلته العديد من المستشفيات من اخطاء فادحة بسببها أودت بحياة الكثير من المرضي ورغم انه لا يختلف اثنان علي أنها الأساس في اكتمال المنظومة العلاجية والذراع اليمني لأي طبيب فنجاح أي جراحة سواء بسيطة أو خطيرة لا يتوقف عند غرفة العمليات بل يعتمد اعتمادا أساسيا علي الخدمة التمريضية اللاحقة.. لهذا تم تحديد معايير عالمية لها بضرورة وجود ممرضة لكل خمسة مرضي بالرعاية العادية وممرضة لكل مريض بالرعاية المركزة. للأسف لم نفق إلا بعد ان اكتشفنا ان لدينا عجزا لا يقل عن 30 ألف ممرضة وتم سد جزء منه باستقدام ممرضات من الخارج وصل عددهن حتي الآن 6 آلاف من جنسيات مختلفة!! فهل هذا يعقل في ظل البطالة التي زادت بشكل مخيف والشكوي من عدم وجود وظائف. لن نسأل من المسئول عن هذا القصور لأنه سيتوه وسط زحام الفساد والاخطاء اللذين غرقتا فيهما علي كل المستويات ولكن ما نريده خطة سريعة وعاجلة لرأب الصدع في هذا القطاع الحيوي والخطير بعد عمل دراسات موسعة ودقيقة لمعرفة سبب الداء وسبل العلاج سواء في هيئات التمريض بالمستشفيات المختلفة أو المعاهد الموجودة بالفعل أو بحث امكانية إنشاء معاهد جديدة وبحسم مشاكل التمريض ستحسم العديد من المشاكل الأخري المتعلقة به بتحسين الخدمة بالمستشفيات الحكومية التي أصبح الداخل فيها مفقودا والخارج منها مولودا وسيخف الضغط علي الثانوية العامة والتجارية فضلا عن توفير فرص عمل حقيقية لمن قلت فرص العمل المتاحة لهن خاصة في الريف.