لاتزال الحكاية الشعبية التراثية تحتفظ ببريقها في عالم الطفل على الرغم من وجود جملة من المؤثرات المحيطة به مثل التلفزيون والالعاب الالكترونية ، ويتوقف تأثيرها على نوعية المحكي، وطبيعة الالقاء، والتجدد الدائم، والصبر لتؤدي غرضها . بهذا الحديث انطلق عبد العزيز المسلم في حواره بجلسة المقهى الثقافي لمهرجان الشارقة القرائي للطفل بعنوان:" القصص التراثية هل تصلح لطفل اليوم؟"، بإدارة عبد الفتاح صبري، وبين خلاله ان أهم مقومات كتابة الحكاية الشعبية هي أن تتم بلغة بسيطة ، وان يستطيع الكاتب أن يروي قبل أن يكتب. وقال : من خلال بحثي وجدت ان الحكاية الشعبية تقسم الى 11 نوعاً منها التأريخية ، والدينية ، والخرافية ، والغنائية ، والفنية ، وغيرها، ويحتاج بطل الحكاية العديد من المقومات التي تجعله مؤثراً، والتي اذا لم يحصل عليها لن تؤدي الحكاية دورها المؤثر في الطفل، ونرى ان التقنية الحديثة ليست عاملاً مرعباً، فبسهولة يمكن تحويل اي حكاية شعبية الى لعبة تقنية يستطيع الأطفال ان يتفاعلوا معها فنبني من خلالها مانريد لهم من القيمم على غير الصورة الشائعة التي تغرسها الالعاب والإعلام من تشجيع الإنحراف، والإقتداء باللصوص او الخارجين عن القانون. وشددت تغريد النجار في جلستها الخاصة باستعراض "مضامين قصة الطفل"، التي أدارتها فاطمة عبد الله على ضرورة احترام عقل الطفل عند الكتابة له، والإنتباه الى تقديم القيم التي ننوي غرسها فيه بإطار اكثر حرفية من الإطار الدارج الذي اصبح يثير في الطفل التمرد لشعوره بالتكرار، ورغبته في عدم البقاء بخانة الشكوك المحيطة بسلوكه وتصرفاته المختلفة، وكذلك العناية بمضمون ومحتوى القصة، وتميز الكاتب بالصدق والحب وفهم عالم الطفل للحصول على محتوى يثير في الطفل الرغبة في القراة. وفي البرنامج الثقافي للمهرجان، قالت بديعة الهاشمي مدير جلسة "الأطفال يكتبون انفسهم": لقد حرص ادباء الإمارات القدامى والشباب على العناية بأدب الطفل ، ومواصلة البحث عن تجارب إبداعية تجعل منه حالة استثنائية يمكن ان تقود إلى مفاهيم جديدة تغيرالمفهوم الشائع للأدب، وتضيف اليه المزيد من النماذج الإبداعية". وناقشت الجلسة العديد من التساؤلات الخاصة بكتابة الطفل، مثل: هل يستطيع الطفل أن ينتج أدباً متكاملاً للطفل؟، ومالقيم التي يمكن ان يقلها طفل لطفل في مثل سنه وبمثل تجربته؟، وهل بالفعل تكون القصص المقدمة من قبل هؤلاء الأطفال من انتاجهم الفكري دون تدخل الكبار؟، وكيف يمكن أن تكون اللغة والإسلوب في طفل لايزال يحتاج الى وقت طويل يتنو تجربته اللغوية واسلوبه الكتابي؟، والعديد من الاسئلة الأخرى. قال د. حيدر وقيع الله إن ابداع الطفل موهبة ألهية أولاً، وهناك تجارب كبيرة قطعناها بأدب الطفل للطفل بمراكز الناشئة في الشارقة، اضافة الى الجوائز الأدبية التي اطلقت لتعزيز هذا الجانب وابرزها جائزة الإبداع للطفل، وكانت ايضاً فرصة لاكتشاف خامات جيدة، واعتقد انها مرحلة فاصلة في تحديد ملامح ادب الطفل للطفل. أوضحت لمى عازر في جلسة "الطفولة موهبة لمستقبل الوطن" التي ادارتها عائشة عبد الله أن الإستثمار في جماليات بناء الطفل لايمكن ان يقود الى إغفال الأسس التي يتعين بناؤه عليها، وأول هذه الأسس قبول الذات، وقد عرفت عازر قبول الذات بالقول:"هي ركيزة لها اثر كبير في تحقيق قدرات الطفل، ورضاه عن نفسه، ومرونة بناء القيم فيها، كما انها احدى ابرز الأسس التي تشكل ملامح الوعي في شخصيته حول اسرته وبيئته ومجتمعه، واحدى أهم المراحل الكبيرة في جعل الموهبة طريقاً لبناء مستقبل الوطن. كان ممثلو عدد من كبريات وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية قد أشادوا بالمبادرات التي يطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في دعم الحركة الثقافية والفكرية والعلمية في الإمارة التي انعكست على تطوير المنظومة الثقافية العربية والعالمية. وأكدوا ذلك خلال زيارتهم لمقر مركز الشارقة الإعلامي على هامش استضافتهم من قبل المركز لتغطيتهم لفعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل حيث كان في استقبالهم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي بحضور أسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي بالإضافة إلى عدد من موظفي مركز الشارقة الإعلامي. أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي تكاتف جهود جميع أبناء إمارة الشارقة بمختلف قطاعاتها لتنفيذ توجيهاتصاحب السمو حاكم الشارقة بهدف تحقيق رؤية إمارة الشارقة الثقافية مماساهم في تنفيذ العديد من الإنجازات التي انعكست على سمعة الشارقة وحققت مكانتها كعاصمة للثقافة العربية والإسلامية. وقال رئيس مركز الشارقة الإعلامي إن الجامعة القاسمية التي أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مرسوماً أميرياً بإنشائها سيتم افتتاحها في العام المقبل 2014 تزامناً مع احتفالات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية وتضم كليات أصول الدين، الشريعة والقانون والدراسات العربية والعلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية والهندسة والعمارة الإسلامية والدعوة والإعلام. وأشاد ممثلو وسائل الإعلام العربية والخليجية والدولية بالتطورات العلمية الكبيرة التي تشهدها المدينة الجامعية في إمارة الشارقة وبما حققته من إنجازات علمية منفردة على الساحة العربية والعالمية. أبدى الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي استعداد مركز الشارقة الاعلامي لتبني مختلف المبادرات والأفكار التي تساهم في تطوير العمل الإعلامي معرباً عن تقديره لكافة الجهود التي تساهم في الارتقاء بالعمل الإعلامي.