* علي مدي عام كامل وأنا أتابع العديد من المسلسلات التركية في محاولة للوصول إلي سر انتشارها ونجاحها ومقدرتها علي التسلل إلي الشاشات العربية بهذا الحجم وهذا الكم.. بصراحة لم أتوصل إلي سبب واضح وقوي فقد قارنتها بالمسلسلات العربية وخاصة علي مستوي المضمون فلم أجد أي تفوق لها في هذه الناحية بل ان معظمها مجرد حكايات تقليدية وموضوعات قديمة من القرون السابقة ولا يوجد بها نوع من أنواع الاثارة أو العصرية.. تنطوي علي حكاية واحدة كأصل لكل المسلسلات تقريبا وهي الحب بين شاب وفتاة ويقابله معارضة سواء من الأهل أو المجتمع لأسباب مادية أو أسباب اجتماعية ويظل الحبيبان يصارعان من أجل حبهما إلي ان ينتصرا في النهاية.. حكاية مستهلكة وكانت تطرح في بداية القرن التاسع عشر في المسلسلات العربية ولكن ليس بهذا الشكل المطول الذي يتعدي حلقاته المائة حلقة. * لا أعرف كيف يستطيع المشاهد ان يواصل مع مسلسل تتعدي حلقاته المائة حلقة باحداث ملفقة وسيناريو طفولي عادي ليس فيه إبداع أو خيال وحوار سطحي وأحداث لا تتحرك حتي الدبلجة الصوتي رتيبة لا تعطي انفعالا أو تفاعلا. * بعض المخرجين المصريين يفكرون في صناعة أعمال درامية بالمذاق التركي ذات حلقات ممتدة مطولة وأحداث قائمة علي نفس الحدوتة التي يمكن تسميتها حكاية حب.. اعتقد ان هذا التفكير سيكون محفوفا بالمخاطر فالمشاهد المصري الذي تعجبه المسلسلات التركية قد لا يتقبل نفس العيوب من المسلسلات العربية.. لأن عنصر الابهار الشكل الجديد في المسلسلات التركية قد يجعله متناسيا للدراما ذاتها ولكنه سيظل مترصدا للعمل المصري الذي سيحمل المذاق التركي وقد لا يروقه علي الاطلاق. * لقد أكدت من قبل ان المسلسلات المصرية بشكل عام هي الأكثر حيوية في المنطقة.. في الشرق الأوسط لأنها دراما نابضة بالحيوية متنوعة المشارب والأشكال ومعبرة عن واقع وتاريخ وحضارة وزاخرة بالحكايات المشبعة بالواقع والتاريخ والعصرية ولو كان هناك اهتمام بها وتمت دبلجتها إلي التركية أو الفارسية أو أي لغة أخري في المنطقة لكانت احتلت مكانة أعظم وأكيد وأوسع وكان يمكنها ان تعتلي نفس العرش الذي تعتليه المسلسلات التركية.. ولكن مازال الأمل موجودا وإذا سعي المنتجون إلي دبلجة أعمالهم القديمة لوجدوا لها سوقا كبيرا يفتح الآفاق أمامهم والمكاسب أيضا.