"الخصوص" إحدي مدن القليوبية تركزت عليها أضواء كثيفة في الفترة الماضية بسبب ما جري فيها من أحداث طائفية.. لكن لا يعلم الكثيرون أنها تعاني العشوائية والتلوث حتي تحولت لمقلب قمامة كبير بسبب وجود عزبة الزرايب التي يقوم سكانها بجمع القمامة من القاهرة لتدويرها وإلقاء ما بقي منها للخنازير. الخصوص يعيش فيها مليونا نسمة علي مساحة 10 كيلو مترات مربعة. "المساء" ذهبت إلي هناك ورصدت المخلفات علي أرض الطبيعة: يوضح مجدي عليوة عضو مجلس محلي القليوبية السابق وأحد أبناء المدينة أن أغلب سكان الخصوص هم من أبناء الوجه القبلي هربوا إليها نظراً لقربها من القاهرة وقام بعضهم بإنشاء مبان عشوائية بعضها لا يتعدي 50 متراً ويقيم بالغرفة الواحدة ما يقرب من 20 شخصاً ويخرجون كل يوم للعمل ثم يعودون آخر اليوم للمبيت بالحجرة.. الأمر الذي شكل عبئاً علي مرافق المدينة وزاد عدد سكانها بشكل كبير حتي أن تعدادها الآن يعادل تعداد محافظة الإسماعيلية. أضاف أن المدينة في حاجة لإعادة توجيه الاعتمادات المخصصة لها وعمل قسمين للشرطة وزيادة أعداد أفرادها وإقامة نقط شرطة في المربعات السكنية ووحدة مرور مع تكثيف الخدمات المرورية. يقول عبدالله عليوة "نائب الدائرة السابق": إن الجهاز التنفيذي للصرف الصحي قام بإنشاء خطوط الانحدار أقل من مستوي منسوب المحطة ولهذا يؤدي ضغط مياه الصرف إلي طفح المجاري التي تغرق فيها الخصوص كل فترة.. كما أن المدينة بلا خدمات فالمستشفي الوحيد بها يعمل كمستشفي قروي وأتوبيسات هيئة النقل العام لا تدخل الخصوص رغم أن المدينة قريبة من الدائري حتي أصبحت وسيلة التنقل الوحيدة سيارات نصف النقل التي تنقل الطلبة والعمال. أضاف أن الخصوص تشرب من المياه الأرتوازية في حين أن خطوط المياه ذات الألف قطر تمر من المدينة قادمة من شبرا الخيمة لتغذي باقي المناطق إلا الخصوص. يشير مجدي سالم رجل أعمال إلي أن القمامة ملقاه بالشوارع والميادين وهي أهم وأكبر مشكلة تواجهنا.. كما أن البطالة وعدم وجود فرص عمل من أهم المشاكل أيضاً.. لذا تجد العمال جالسين علي الأرصفة طوال اليوم دون عمل. قال المهندس عادل عبدربه ووليم إسكندر من سكان المدينة: إن الخصوص بها ما يقرب من 2000 برج سكني كلها مقامة في شوارع لا يتعدي عرضها مترين أو ثلاثة أمتار وكلها أقيمت بالمخالفة وهي سمة من سمات الخصوص أن تمشي وتجد أبراجاً مكونة من 10 و15 طابقاً وتطل علي شوارع عرضها متران فقط. يؤكد كامل صالح من سكان الخصوص أن انتشار السلاح الأبيض والناري مع الشباب أصبح ظاهرة يعاني منها سكان الخصوص.. حيث استغل الأهالي الانفلات الأمني وأصبح البلطجية يفترشون الشوارع حاملين الأسلحة ويتاجرون في المواد المخدرة عيني عينك بالشوارع. يشير مصطفي عباس رئيس مدينة الخصوص إلي أن الخصوص تعاني من قمامة القاهرة التي ترد إليها يومياً ويتم تدويرها في عزبة الزرايب ثم يلقي الناتج بالشوارع ليلاً.. حيث يتم جمع 100 طن قمامة يومياً ويتم إرسالها للمقلب العمومي بأبي زعبل وهو المتبقي من مزارع الخنازير. أضاف أن الميزانية السنوية ثلاثة ملايين جنيه فقط وهي لا تفي باحتياجات المدينة.. لذلك فإن الخصوص في حاجة إلي ميزانية خاصة للنهوض بالخدمات.. لأن قلة الخدمات تتسبب في زيادة المشاكل وتطورها بين السكان.