فيما يعد رفضاً للأحداث الطائفية وإعلاء لوحدة الوطن وسلامة نسيجه الاجتماعي مسيرات عديدة في أرجاء الجمهورية تندد بما جري في الخصوص والكاتدرائية وتدعو إلي التوحد خلف راية الوطن. في القاهرة خرجت مسيرة من مسجد عمر مكرم بعد صلاة الجمعة واتجهت إلي كنيسة الدوبارة رافعة شعارات :"مسلم ومسيحي إيد واحدة". و"يحيا الهلال مع الصليب". وحاملة لافتات "لا للفتنة" و"الأزهر خط أحمر" وتقدم المسيرة الشيخ مظهر شاهين وصبري عبادة. وشارك فيها عدد من الحركات السياسية وائتلافات الثورة والمواطنين. ثم طافت المسيرة شارك قصر العيني ومجلس الشعب. واستقرت بميدان التحرير حيث تجمع الآلاف حول منصة واحدة انطلقت بعد صلاة العصر نحو الكاتدرائية وقصر الاتحادية. أعرب المشاركون في المسيرة عن رفضهم لما يحدث من عنف ومحاولات الوقيعة وإحداث الفتنة الطائفية. تقول داليا عزت "محاسب قانوني": أرفض التفرقة بين أبناء الوطن وخرجت لأجل وطني ودعم الشيخ مظهر شاهين. توضح شقيقتها إلهام عزت "محامية" أنها حضرت لترفع شعار "مسلم ومسيحي إيد واحدة" وأن الوحدة الوطنية طابع أصيل في الشعب المصري ولا يمكن التفرقة بين أبنائه مهما حدث. أما محمد أنور مدير عام إحدي الشركات السياحية كنت ضد نظام مبارك ولكني الآن حزين لإحساسي أن كل ما قاله يتحقق والبلاد تعاني من الفوضي وأناشد الجميع عدم إشعال الفتنة وإبعاد المسلم والمسيحي عن السياسة. أكد محمد عثمان "المنسق العام لتيار الوحدة المصرية" علي وحدة الأزهر والكنيسة ودعم شرعيتهما وطالب بتوحيد جهود الحركات السياسية تحت مظلة واحدة لعدم تضارب القرارات. يوضح حسن مبروك "محاسب بوزارة الأوقاف" أنه لابد من التضامن مع أشقائنا المسيحيين في هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها. اتفق معه جمال سلطان من حركة تيار الوحدة المصرية وطالب بالتصدي للانشقاق ومحاولات تمزيق أبناء الأمة. يقول جمال حسين "مدرس بالأزهر" إن أعز أصدقائه كان مسيحياً وظل يرعاه طوال فترة مرضة أكثر من الشقيق واتفق معه ماهر أحمد ترزي بأن الوطن يتسع للجميع ولا تفرقة بين مسلم ومسيحي. أما الحاجة أمينه عبدالعزيز ربه منزل وساميه علي طالبة .ماأكدته أنه لابد أن نطبق كلام الدين بالاتحاد والمحبة والمودة. وفي الشرقية نظم شباب القوي الثورية من المسلمين والمسيحيين مسيرة انطلقت من أمام جمعية المحافظة علي القرآن الكريم وكنيسة ماري جرجس بالزقازيق تحت شعار "نعم للوحدة الوطنية.. لا لمن يريد الفتنة الطائفية" للتعبير عن استيائهم من أحداث العنف التي تعرضت لها المؤسسات الدينية متمثلة في الأزهر الشريف والكاتدارئية بالعباسية وأن المسلمين والمسيحيين إيد واحدة ولن تفرقهم أيادي الشر التي لا تريد خيراً لمصر. دعا الشباب جموع الأهالي بأن يكونوا صفاً واحداً أمام أي مؤامرات تحاك بمصر لوأدها في مهدها للحفاظ علي وحدة الوطن. كما نظم أبناء مدينة مشتول السوق مسيرة شعبية أخري ضمت عدداً من المشايخ ورجال الدين والرموز الشعبية. تحت شعار وطن واحد للتأكد علي عمق المحبة بينهم وإعطاء صورة للعالم بأن أبناء مصر نسيج واحد بعكس مايشاع بوسائل الإعلام وقاموا بزيارة كنيسة كفر يوسف وعادقوا الأقباط وأكدوا علي أنهم شركاء في هذا الوطن وأن همومه وأوجاعه لن تفرق بين مسلم ومسيحي وبعد جلسة محبة ومودة تناولوا الأطعمة والمياه الغازية. يقول محمد سالم المحامي إن مصر وطن واحد عزيز علي قلوب المصريين جميعاً وإن الإسلام الحنيف يوصي بالمحبة والتسامح والسلام مع الآخر. وفي سياق متصل دعا خطباء المساجد في خطبة الجمعة أبناء الوطن الواحد إلي التوحد والترابط وعدم الالتفات إلي مدبري الفتن وأن يكونوا يداً واحدة للحفاظ علي استقرار الوطن. وفي السياق ذاته ساد الهدوء مدينة الخصوص أمس بعد إنعقاد جلسة الصلح ومؤتمر الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط بحضور مساعد رئيس الجمهورية للتواصل المجتمعي ومحافظ القليوبية ومدير الأمن وممثلي الكنيسة والأزهر الشريف والأوقاف. أكد مصدر أمني بمديرية أمن القليوبية أنه رغم إنعقاد جلسة الصلح فإن أجهزة الأمن مازالت تعزز من وجودها حول محيط الكنيسة ومنطقة الأحداث لضمان استقرار الأوضاع الأمنية بالمنطقة وحتي يتم القبض علي الجناة الحقيقيين الذين أثاروا الفزع وتقديمهم للمحاكمة. وقال المصدر إنه لا يوجد أحد فوق القانون مشيراً إلي أن أجهزة الأمن تراقب الموقف عن كثب وتتابع الأحداث وأجواء المنطقة أولاً بأول لمواجهة مروجي الشائعات بين أهالي المدينة الذين يحاولون نشر الفوضي وزعزعة استقرار الوطن. من ناحية أخري تركزت أحاديث خطباء المساجد بالخصوص علي نشر المحبة والود والتراحم بين المسلمين والأقباط وحسن المعاملة والجيرة لكل طرف منهما للاخر. قال الشيخ السيد محمد إمام المسجد الكبير بالخصوص إنه تم الإتفاق مع أئمة وخطباء المساجد بالمدينة علي تخصيص خطبة الجمعة للحديث عن الأحداث التي شهدتها المدينة خلال الأيام القليلة الماضية بين المسلمين والمسيحيين وذلك للتأكيد علي التهدئة وعدم إثارة العنف فضلا عن وقف الشائعات التي تتسبب في تأجيج الموقف والحفاظ علي وحدة الصف والدعوة إلي نبذ العنف والتلاحم بين المصريين لعودة الهدوء للمدينة.