مشروع مدينة المنصورةالجديدة التي تنوي الحكومة تنفيذها خلال المرحلة القادمة علي مساحة 10 آلاف فدان وتبعد عن مدينة المنصورة الحالية بحوالي 25 كيلومتراً فقط.. يثير جدلاً حيث يحذر البعض من التسرع باقامتها مؤكدين انها ستتحول إلي مدينة أشباح بل ستهدد بغرق مدينة جمصة.. بينما يؤكد محافظ الدقهلية ان هذه المدينة ستكون نموذجاً لباقي المحافظات للخروج من التكدس السكاني بالدلتا وللحد من اغتيال الاراضي الزراعية. يقول د. أحمد رخا مدير ادارة الارض والتربة والتشجير بجهاز شئون البيئة بالمنصورة ان انشاء البنية التحتية للمدينة من طرق وشوارع وصرف صحي ومياه شرب وأساسات للمباني سيتطلب ازالة ملايين الأطنان من الكثبان الرملية الموجودة وهي حواجز طبيعية وبالتالي سوف نسرع من غزو مياه البحر المتوسط للدلتا مشيراً الي ان خير شاهد علي ذلك ما حدث في فيلات 15 مايو غرب جمصة حيث امتلأ الطابق الأول لبدروم الفيلات بالمياه كما لو كان حمام سباحة!! مما اضطر أصحاب الفيلل إلي ردم البدروم بالرمال وأصبح أساسات فقط!! تساءل قائلاً: أما الفلسفة من انشاء مدينة المنصورةالجديدة؟! هل من أجل تخفيف العبء علي المنصورة؟؟ واذا كان هذا صحيحا فأين المشروعات التي تجعل الاقامة للسكان دائمة صيفاً وشتاءً؟! مؤكداً انها ستصبح للمصيف فقط قبل مدينة جمصة التي يسكنها الأشباح طوال شهور الشتاء!! أشار إلي ان المنصورةالجديدة فكرة خاطئة ستؤدي إلي غرق مدينة جمصة خلال سنوات قليلة!! مثل مناطق الجنوب الدولي في أراضي الأمل نتيجة ارتفاع منسوب المياه والملوحة التي تقتل الزرع وبالتالي هجر الشباب أراضيهم الزراعية وتم تحويلها إلي مزارع سمكية أعلي جبال الرمال حفاظاً علي البلطي لأنه يموت من ملوحة المياه.. قال الدكتور زكريا زيادة نقيب المهندسين: نحن في حاجة إلي غابة شجيرات علي مساحة 100 كيلومتر حتي تضرب 10 عصافير بحجر واحد والعمل علي تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو لحل مشكلة ظاهرة الاحتباس الحراري التي أدت إلي مشكلة التغيرات المناخية حيث ان الاشجار الكثيفة ستقوم بعملية ندح للمياه من باطن الأرض وتبخرها في الجو وهذا علاج لمنسوب المياه المرتفع في حالة حدوث غزو لمياه البحر المفاجيء.. من خلال إعصار أو تسونامي أو غيره لان جذوع الأشجار ستعوق حركة المياه لأيام حتي يتم إخلاء المكان من البشر ولا يحدث وفيات وجذور الاشجار تثبت الكثبان الرملية لان هناك 14 مليون متر مكعب مياه صرف زراعي تلقي في البحر المتوسط يومياً مما يؤدي إلي تدمير الحياة البحرية وتلوثها فهذه الاشجار تروي من مياه الصرف الزراعي. أضاف انه يمكن أيضاً اقامة منتجعات سياحية داخل الغابة التشجيرية بالاضافة إلي العديد من المشاريع التنموية وتنمية الاقتصاد داخل المنطقة الساحلية بقلابشو وزيان.. أضاف: علينا ان نفكر كيف نستغل مدينتي جمصة و15 مايو علي أكمل وجه ونربطهما بمدينة المنصورة وشربين وبلقاس بدلاً من ان تتكلف الدولة مليارات الجنيهات لعمل مدينة كربونية من جمصة!! أشار إلي ضرورة تدشين قطار سريع يربط بين المنصورة وجمصة و15 مايو حتي تنتعش تلك المدن بتكلفة مليار جنيه وتوفير 8 مليارات قيمة الثروة العقارية ولابد ان يكون القطار موازيا لطريق الجامعة حتي تخدم بلدنا بصورة أفضل لأن هناك 90 وحدة عقارية في جمصة غير مستغلة تماماً لان المدينة تسكنها الأشباح طوال العام!! ونحن في انتظار دراسة نقتنع بها لاقامة المنصورةالجديدة. يقول المهندس محمد رفعت الشناوي رئيس الاتحاد النوعي للبيئة ان البحوث العلمية أثبتت وجود نباتات برية وطيور برية تستحق ان نستغلها كمحمية طبيعية للسياحة ولكنها استغلت كمقالب للقمامة!! يقول المهندس سيد حال مدير الشئون الهندسية في المحافظة ان مشكلة جمصة منذ عشرات السنين انها لم تحظي باهتمام المسئولين السابقين وهي في حاجة لعمليات جذب للمواطنين من خلال اقامة مصانع ومحلات ووسائل مواصلات ميسرة للربط بين المنصورة وجمصة لانها ذات مقومات متميزة تفوق رأس البر وأي مدينة ساحلية فيها مساحات خضراء وشاطيء متميز وشوارع شاسعة وتنظيم متميز وبها 1300 وحدة سكنية ومصيف النقابات بأنواعها والعائلات أشار إلي أنه لابد من خلق مجتمع صناعي وتجاري صيفاً وشتاءً في جمصة لجذب السكان والمدن المجاورة خاصة المنصورة وطلخا لتخفيف الكثافة السكانية عليهما والاقامة الكاملة الدائمة في جمصة من خلال بناء المدارس والمباني الخدمية والاسواق التجارية والمناطق الحرفية لخلق مجتمع مرتبط بجمصة.. ويقول اللواء صلاح الدين المعداوي محافظ الدقهلية ان الدكتور فاروق الباز أكد ان مدينة المنصورةالجديدة تقع خارج الأراضي الخصبة الحالية لدلتا النيل ولذلك فهي نقطة انطلاقة عظيمة كمشروع لكل المحافظات.. أشار ان وزارة الاسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة متمثلة في الهيئة العامة للتخطيط العمراني قامت باعداد كافة الدراسات الاقتصادية والمخططات الكاملة لمدينة المنصورةالجديدة متضمنة كافة المشروعات التنموية بالمدينة في اطار استراتيجية تنمية الساحل الشمالي غرب الدلتا وتكليف هيئة الاستشعار عن بعد لرفع احداثيات المنطقة وصلاحية التربة لانشاء مدينة المنصورةالجديدة.. أكد ان مدينة المنصورةالجديدة ستستوعب ما يقرب من مليون مواطن وهي مشروع قومي لتنمية ا لساحل الشمالي حتي محافظة كفر الشيخ وستكون انطلاقة للتنمية والتعمير ومشاكل مدينتي جمصة و15 مايو تم وضع خطط لحلها وخاصة طريق جمصة- المنصورة لانها مشاكل متراكمة منذ أكثر من 18 سنة وببرنامج زمني محدد.