بعد انتشار ظاهرة "العنف والبلطجة" والتي اصبحت سمة اساسية بالشوارع السكندرية في ظل الغياب الامني وتراجع عمل الشرطة في ردع البلطجية لم يجد المواطن السكندري وخاصة الفتيات والسيدات مفراً من ضرورة حماية انفسهم لذلك توافدوا علي مراكز الشباب والاندية لتعلم رياضة "الدفاع عن النفس" والتي لاقت اقبالاً شديداً حتي من كبار السن. اصطحب الاهالي اطفالهم وابناءهم من الشباب لمشاركتهم في تلك الرياضة كي يتمكنوا من ردع اي اعمال بلطجة قد تواجههم بالطريق العام. اكد "عبدالعظيم شعراوي" رئيس مركز شباب سموحة ومدرب رياضة "الدفاع عن النفس" أنه لاحظ في الآونة الأخيرة زيادة الاقبال من اهالي الاطفال الذين يقوم بتدريبهم بغرض المشاركة في تلك التدريبات وازداد اقبال الشباب من الجنسين وبصورة اكبر من الفتيات ممن تخطوا سن الثلاثين عاماً حيث تم تخصيص برنامج خاص بهم في التدريبات يلائم المرحلة العمرية يتميز بتعليمهم بعض الحركات البسيطة في حالة تعرضهم للاعتداء سواء كان الخصم قريباً او بعيداً عنهم او اذا كان يحمل سلاحاً من عدمه. ويتم زيادة الجرعة التدريبية لكل فرد حسب درجة استيعابه وحسب امكانياته الجسدية ايضاً وقدرة تحمله علي مقاومة اعمال العنف. اضاف أن تعليم الفئة العمرية المتقدمة اكثر صعوبة من تعليم الصغار حيث يكون هناك بطء في الحركات علي عكس الطفل الذي يستجيب جسده لكل الحركات المفروض تعلمها. اشار إلي أنة يتم تخصيص فن تعليم "الكاراتيه" و"الكونغ فو" لصغار السن لما تمثله تلك الرياضة من وسيلة فعالة للدفاع عن النفس وخاصة ممن يمارسونها بصفة منتظمة.. بينما يصلح برنامج "الحيز الضيق" والضرب بالكوع لكبار السلف في حالة مهاجمتهم ويعرف باسم تدريب "ام بي".. أضاف الكابتن جمال دياب مدرب كاراتيه بأحد الأندية أن ظاهرة العنف والبلطجة التي يشهدها الشارع السكندري الآن اجبرت الأهالي خاصة المسالمين منهم والذين يرفضون حمل أسلحة الدفاع عن النفس حتي لايقعوا تحت طائلة القانون علي تعلم الدفاع عن النفس. وبعد ان كانت تلك لرياضات مقتصرة فقط علي أبنائهم وأطفلهم أصبحوا يشاركونهم فيها ليس بغرض بناء جسم رياضي كما هو الحل في صغار السن ولكن بهدف الحماية وهو وسيلة آمنة وفعالة فقط عندما يجيدون القيام بها.. أشار بأن لاينصح أي شخص يتعرض للهجوم من ممارستها إلا إذا كان يتقنها فقط ومتدرب عليها لأنها سلاح ذو حدين لأنه عندما يقوم بالدفاع غن نفسه يستغني من يهاجمه وخاصة إذا كان يحمل سلاحاً فلابد من إتقان الحركات اتقاناً شديداً. أكد كابتن رمضان عبدالمعطي مدرب كمال أجسام ورفع اثقال بانه اتخذ من احدي الحدائق العامة بمنطقة "الوردان" مركزاً لتجميع الشباب ممن يريدون تعلم فن الدفاع عن النفس كخدمة اجتماعية لهم ويقوم بتدريبهم في هذا المكان المكشوف لجذب اهتمام المارة واشراكهم في تلك الرياضة التي أصبحت الآن شيئاً اساسياً وخاصة للفتيات ممن يتعرضن لأنواع العنف والبلطجة والتحرش من قبل البلطجية وصاف النفوس. أضاف كابتن "حسام انور" مدرب مركز شباب الانفوش بان زيادة الاقبال علي تلك التدريبات زاد بصورة ملحوظة من بعد أحداث الثورة وخاصة في ظل نزول الفتيات بجوار الشباب في المظاهرات والاعتصامات وتعرضهن لأعمال التحرش من قبل العناصر المندسة بينهم ولذلك تقوم بتدريبهم تدريبات خاصة بمراحلهم السنية وقدراتهم الجسدية كل حسب امكانياته. اضاف "شمس فرج الله" 26 سنة لاعب بانه يمارس تلك الرياضة منذ وقت طويل وساعدته كثيراً في بناء جسد رياضي وهي ثلاثة هواياته ولا يستخدم الحركات التي تعلمها سوي للضرورة فقط وخاصة بعد أن تعرض عدة أصدقاء له لعمليات التثبيت في الشوارع وسرقة متعلقاتهم الشخصية وهم لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم بما يصبهم بحالة نفسية سيئة من جراء التعدي عليهم. أكدت كل من "سالي علي" مهندسة و"نوسا فؤاد" وشقيقتها "إكرام" و"بدرية أيمن" ربة منزل بأنهن تعرضن أكثر من مرة لعمليات السرقة وهن لا يستيطعن الدفاع عن أنفسهن فلم يجدن مفراً من اللجوء لابسط قواعد حماية انفسهن ضد العنف الذي أصبح دخيلاً علي المجتمع المصري وليس من عادة المصريين حيث كان في الماضي من يتعرض للسرقة تجد أكثر من شخص يقف بجواره ويساعده ولكن الآن معظم المارة يخشون علي أنفسهم ولا يريدون مواجهة البلطجية. أضافت وفاء طايل وصديقتها ماهي محمد بانهما قامتا بالاشتراك في أحد الأندية لتعلم الدفاع عن النفس وخاصة لترددهما علي الكلية في أوقات تكون فيها الشوارع خالية من المارة وتكتظ بأطفال الشوارع خاصة منطقة "الشبان المسلمين" بجوار مجمع الكليات حيث يجدهم البلطجة فريسة سهلة وصيداً ثمينا للسرقة حيث تقوم الفتاة بتسليمه كل ما تملك لمن يعتدي عليها خشية من الأذي ونصحنا الفتيات بضرورة تعلم تلك الرياضة لمواجهة أعمال العنف والبلطجة وما زاد عليها من أعمال تحرش بهن.