تحتفل الأوساط والهيئات الثقافية والفنية هذه الأيام بالذكري السابعة لرحيل النجم الأسمر أحمد زكي الذي انتقل إلي جوار ربه عام 2005.. وأيضا بالذكري الأولي للفنان الدكتور سيد عبدالكريم الذي اشتهر جماهيريا بالمعلم "زينهم السماحي" الشخصية التي جسدها في أشهر أعماله الفنية.. ملحمة أسامة أنور عكاشة واسماعيل عبدالحافظ "ليالي الحلمية" التي عرضت في 5 أجزاء.. بالنسبة لأحمد زكي يري الكتاب والنقاد وأهل الفن استحالة ظهور من يحل مكان هذا العملاق الذي خسرته السينما المصرية التي تعاني من ندرة وجود مثل هذه النوعية من الممثلين أصحاب الموهبة الفزة والتي تنتمي لمدرسة فن التمثيل..عن اتجاه هيثم أحمد زكي للعمل بالتمثيل فلا شك أنه موهبة متميزة تستحق الرعاية والمساندة.. وأي محاولات لتقديم نسخة ثانية للراحل أحمد زكي من رابع المستحيلات.. وبإجماع الآراء.. فإن كل من ظهروا بعد رحيله وشبههم البعض به.. فياليت كل فنان يحاول ان تكون له شخصية ولاداعي للتقليد والتكرار. أما د. سيد عبدالكريم والذي ودعنا في مثل هذا اليوم "31 مارس" عن عمر يناهز 76 عاما بعد ان ترك لنا تراثا فنيا لا يقدر بثمن ولن نستطيع أن ننسي أدواره التي أكد من خلالها أنه فنان قدير علي الرغم من عدم تفرغه للفن فقد كان أستاذا جامعيا وعضوا في حزب التجميع.. ولكن.. كيف استطاع ان يحافظ علي التوازن بين الفنان والسياسي والأستاذ الجامعي خلال رحلة تزيد علي ال 30 سنة.. أجاب بنفسه علي هذا السؤال قبل رحيله موضحا.. حبي للفن لم يمنعني من ممارسة دوري كأستاذ جامعي بنفس الدرجة.. زملائي في الجامعة كانوا يعتبرونني أستاذا جامعيا بدرجة فنان.. في نفس الوقت كان زملاء الحقل الفني يتعاملون معي كفنان بدرجة أستاذ جامعة.. وهذا الإحساس كان كفيلا بأن يخلق داخله التوازن الذي يريده ويدفعه للاستمرار في كلا المجالين دون تداخل بينهما.. ولم يشعر يوما بالتأثير السلبي للتمثيل عليه كأستاذ جامعي وسط تلاميذه. أكد د. سيد عبدالكريم رحمه الله.. أنا كأستاذ جامعي أقوم بواجبي كاملا عندما أدخل حرم الجامعة أنفصل تماما عن التمثيل وأتعامل كأستاذ لمادة "مقاومة الآفات" فقط.. إلي جانب الجامعة والفن كانت تجربته مع السياسة من خلال عضويته لحزب التجمع المعارض في عام 9841 ورشح لعضوية مجلس الشعب علي قائمة الحزب في شمال القليوبية في انتخابات نفس العام وللأسف كانت التجربة مريرة فقد سقط جميع أعضاء الحزب في الانتخابات بسبب التزوير وقرر منذ هذه التجربة تجميد عضويته في الحزب ولم يفكر في الانضمام إلي أي حزب آخر.. حتي رحيله.