أكد الرئيس محمد مرسي ان احتفال مصر بيوم المهندس يعد من ثمار وانجازات ثورة 25 من يناير المجيدة. قال الرئيس مرسي- في بداية كلمته خلال الاحتفال ب "يوم المهندس" الذي عقد الليلة الماضية- انه لولا نجاح ثورة 25 من يناير ما تمت اقامة هذا الاحتفال.. موجها الشكر لله علي توفير كل السبيل لانجاح ثورة يناير. وفيما يلي نص كلمة الرئيس: "أود أن أبدأ الحديث معكم وناديكم جميعا.. الزملاء والزميلات الاعزاء مهندسو مصر العظيمة.. الحضور جميعا السيدات والسادة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اسمحوا لي في بداية هذه الكلمة ان اتوجه اليكم جميعا بتحية تقدير وعرفان بما تقومون به من دور كمهندسي مصر.. دور مقدر ورائد لخدمة مصر الحبيبة.. فباسمي وعندما اقول باسمي كمهندس.. وكمواطن.. وكرئيس لمصر.. وباسم مصر جميعا.. اقول لكم شكرا علي ما بذلتم وتبذلون وتحية تهنئة علي احتفالكم بيوم المهندس الذي غاب الاحتفال به طويلا.. وانني عندما اقوم بتكريم كبار المهندسين.. فهذا شرف لي ان اكرم المهندسين الكبار الاساتذة ومعظمهم كانوا اساتذة لي.. فالتكريم انما هو رمز كيف تكرم مصر ابناءها الذين ضحوا من اجلها وبذلوا كل جهد من اجل القيام بدور لخدمة هذا الشعب. انني بحضوري بينكم لا استطيع ان افصل بين مشاعري كرئيس لجمهورية جاء ليشارك في هذا الاحتفال مشاعري كمهندس زميل لكم وهو شعور يختلط فيه الفخر بالانتماء لهذه المهنة العظيمة وبالاحساس بالمهمة الوطنية الملقاة علي عاتقنا كمهندسين فضلا عن جميع التخصصات الاخري والمهن المتعددة في مصر.. واجبنا ومسئوليتنا جميعا في بناء منظومة مصر الجديدة علي اساس متين من العلم والوعي والقوة في الاداء. ان مسيرة المهندس المصري علي مدار التاريخ.. كانت مسيرة العطاء في كل احداث الوطن سلما وحربا.. فقد كانت افكار وجهود ومشروعات المهندس المصري.. كانت دائما باباً من ابواب النصر في المعارك العسكرية المجيدة ومعارك التنمية المستمرة وما حدث في نصر اكتوبر المجيد.. رمضان اكتوبر 73 خير شاهد علي ما نقول. ولقد مثلت النقابات الساحة الاولي لافراز قيادات نقابية جاءت بانتخابات حرة تعكس ارادة اعضائها فقدمت دفعة قوية للحريات والديمقراطية في مرحلة ما قبل الثورة بينما اصبح العمل النقابي بعد الثورة من مرتكزات الديمقراطية وتمكين المجتمع ومشاركته في ادارة شئون الوطن.. من هنا مثلت النقابات المهنية وعلي رأسها نقابة المهندسين اولي ساحات انتصار الثورة وبدء مسار الديمقراطية. ان دوركم في قيادة التغيير والتعمير في مصر ما بعد الثورة دور كبير ومؤثر اذا انه يعد قاطرة التنمية وبوصلة التطوير وشعلة الامل التي نتطلع اليها جميعا وتتطلع اليها عقول وقلوب المصريين. فلن تبني مصر الا بسواعد ابناء مصر. وغني عن البيان ان نعرف جميعا ان المهندسين هم قاطرة التنمية الحقيقية ونحن الآن ننظر إلي الامام ونترقب نهضة كبيرة لهذا الوطن وهناك حاجة ملحة لجهد المهندسين وإلي الفكر والرؤية وإلي آليات التطبيق والمتابعة الدائمة لكي ننجز هذا المسار.. وكل من يحاول ان يعوق هذا المسار انما يحاول ان يبعد بيننا وبين دورنا.. المهندسون انتم قادتهم وعددهم الآن اكثر من نصف مليون مهندس في مصر.. هؤلاء بسواعدهم وفكرهم وقيادتهم وريادتهم لمصر يتحرك الجميع نحو المستقبل ونحو النهضة والتنمية ونحو الانتاج.. الانتاج القائم علي العمل والبحث العلمي الحقيقي.. وتنتقل التكنولوجيا علي يد هؤلاء.. نحن نريد نهضة حقيقية.. نريد انتاجا حقيقيا.. نريد بناء صحيحا نريد صناعة علي مستوي هذا العصر.. المهندسون وانتم وكل مهندسي مصر يمثلون العمود الفقري لهذه التنمية. تعلمون ان اعداد المهندسين التي قفزت خلال 17 عاما من 180 الف مهندس إلي ما يزيد علي 500 الف مهندس الآن.. تفرض علينا هذه الاعداد ضرورة الاهتمام بهذا القطاع الحيوي الذي يتواجد في جميع المصالح والوزارات والمشروعات والمؤسسات الاكاديمية والاقتصادية والعسكرية في كل مكان في مصر وان ممارسة النقابة لدورها الفاعل بعد مرور 17 عاماً من فرض الحراسة عليها يجعلنا نتطلع اليوم ان تقوم بدورها كما نص عليه قانونها بأنها الجهة الاستشارية للدولة في تخصصاتها الهندسية.. وان تقوم بأدوار اكبر في خدمة الهندسة والارتقاء بمستوي الاعضاء واعداد القيادات الهندسية في وقت تقضي فيه المسئولية الوطنية ان نكون طاقة بناء ونماء واعلاء لشأن مصر وعظمة ابنائها وكما يقول شاعر النيل حافظ ابراهيم في مصر التي تتحدث عن نفسها "انما مصر اليكم وبكم وحقوق البر اولي بالقضاء" من المهندسين. يطيب لي في يوم المهندس المصري ان اطرح معكم بعض القضايا التي احب ان تتم دراستها لكي نصل إلي ما نريد من رقي للمهندس المصري ولمصر في كل المجالات: اولا: ان اكثر من 75 تخصصاً هندسياً دقيقا تنتظمها السابقة المهنية للنقابة تفرض علي النقابة ان تشارك بحجم حقيقي ودور فاعل في نهضة مصر ودفع قاطرة التنمية.. البشر والخبرة هم الكنز الحقيقي لمصر في مختلف المجالات.. فهذه ثروة حقيقية نريد ان توظف توظيفا حقيقيا في مشروع مصر الجديدة.. مصر التي تمتلك غذاءها ودواءها وسلاحها لكي تمتلك بحق ارادتها.. مصر التي مضت قاطرة تنميتها بثورتها ولايمكن ابدا ان تعود إلي الخلف. اذا كان هناك من اعداء هذا الوطن من خارجه من يتصور او يحلم او يفكر او يدبر في ان مصر يمكن ان تعود خطوة واحدة إلي الخلف فهو واهم.. واهم يضيع وقته.. فمصر لن تعود إلي الخلف ومصر إلي الامام بالهندسة وكافة المجالات الاخري.. إلي الامام بسواعد ابنائها وافكارهم دون تدخل من احد في ارادتهم.. نحن نعيش مع هذا العالم علي قدم المساواة لانعتدي علي احد ولانسمح لكائن من كان علي الاطلاق ان يتدخل في شئوننا ولايعتدي علينا ولايفكر مرة ان يجرب نفسه معنا.. المهندسون هم الذين هدوا خط بارليف الذي قيل انه لن يتم هدمه.. هدموه بأفكار المهندسين والعسكريين سويا كلهم ابناء مصر. احذركم من ان يضيع عليكم السفهاء الفرص هذا امر حسم بيننا كي نمضي وكي نبني وكي نعمل وننتج". ثانيا: انتظروا مصر الثورة ان تشهد مزيدا من الارتقاء بمهنة الهندسة وتدريب وتطوير مستمر للمهندسين الذين يتواجدون في القطاعات الحكومية والخاصة وقطاع الاعمال وكافة الوزارات والقطاعات". ثالثا: يتعين علي الدولة ان تضع مهندسي مصر فيما يستحقونه من مكانة وان يكون لهم التقدير الذي يليق بهم وخصوصا المهندسين الذين يعملون بالحكومة ولايعني ذلك تفضيل احد علي احد ونسعي إلي تقديم التقدير المادي والمعنوي والمهني لكافة المهندسين سواء في الحكومة او غيرهم. رابعا: اتطلع إلي المزيد من الرعاية الاجتماعية للمهندس وافراد اسرته وانتظر من النقابة ذات السبق دائما في ذلك مشروعا متكاملا في هذا الخصوص.. والدولة ستقدم ما تستطيع ان توفره في هذه المرحلة للمهندسين وغيرهم. خامسا: زاد عدد المعاهد الهندسية من 3 معاهد إلي 44 معهدا خاصا تحتاج جميعها إلي الارتقاء وحسن التجهيز من هيئات التدريس إلي المعامل والمكتبات لكي يكون خريجها من ابنائنا علي المستوي الذي يبني مصر ويشرفها في الداخل والخارج وهذه مسئولية النقابة ومسئولية الجامعات الكبيرة الآم ايضا. إن تحقيق الريادة لا ينفصل عن الريادة التي حققها المهندس المصري في الداخل والخارج.. وهذا هو الرصيد الحقيقي لمصر وأنا حريص علي دعم دور المهندس المصري وتطويره ليكون لائقاً بمهندسي مصر وبحضارة مصر. سادساً: انني ادعو مهندسي مصر من خلال نقابتهم إلي التركيز في المرحلة الحالية في عدد من القضايا ذات الأهمية مثل الطاقة والتي تعد المحرك الأساسي لكافة أنواع التنمية والمشروعات وغيرها والسكك الحديدية. كما ادعو النقابة إلي المشاركة في إعادة ورسم الهيكلة الجديدة للدولة بما يتناسب مع تطور العصر.. نحتاج إلي هيكلة بمفهوم افاق انتشار التخطيط العمراني والسكاني. الزملاء والزميلات.. السيدات والسادة الأعزاء جميعا.. "يأتي هذا الحفل ونحن لا نزال نسير علي درب استكمال بناء مؤسساتنا الديمقراطية وانني ادعوكم إلي النظر إلي المشهد بكلياته وشموله حتي لا نحرف النظر عن مسار البناء.. المسار السياسي قيمته كبيرة وضرورية ولكنه لابد وان يسير بالمسار الإنتاجي والاقتصادي".. ولكي نتمكن من مواجهة العقبات وندير خلافنا الطبيعي في الرأي اعتماداً علي مكاسب الثورة المصرية في الاحتكام إلي الإرادة الشعبية واحترام سيادة القانون.. لابد من احترام سيادة القانون.. بعيداً عن أي تفصيلات دعوني أؤكد لكم أنه بمقدار اتحادنا وتضافرنا جميعاً وإعلاء المصلحة العليا للوطن وبمقدار ترفعنا عن المكاسب الضيقة.. سنتجاوز حتما هذه المرحلة الانتقالية التي مرت بها جميع الأمم العظيمة في مرحلة ما بعد الثورات وتمربها مصر الآن. لا يوجد عزم وتضحية إلا بمقدار تواجد التحديات أما المعوقات فنحن نقف لها بحكمة وتدبر ونفكر فيها بهدوء.. فالثورة ليست من صنع البشر ولكنها من صنع الله عز وجل.. فنحن لن يصل إلي نفوسنا أي يأس ونحن ماضون ويجب أن ننظر إلي الأمام لنري مصر الجديدة وبمقدار ما نتحلي به من حكمة وبعد عن الإثارة والتهيج والبحث عن ما يجمع ولا يفرق وبقدر ما تتحمل مؤسسات الدولة لمسئوليتها وفق دستور يفصل بين السلطات.. وسلطات ثلاث تمارس دورها باستقلالية ولا تتدخل لتربك المشهد وإنما تتكامل لتكمل البناء المؤسسي الديمقراطي سيكون بكل هذا إن شاء الله نجاحاً وتقدمنا إلي آفاق المستقبل وثقة هذا الشعب الذي أراد ان يتقدم ولا يمكن أن يوقفه أحد. نمضي في استكمال مؤسساتنا التشريعية.. مجلس النواب بعد ان يتم انجاز قانون الانتخابات قريبا ليتم انجاز هذا الطريق الذي نختاره نحن بأيدينا. مرة أخري أهنئكم بهذا اليوم وأهنأ مصر ونفسي كمهندس منكم والتي تشارككم مصر في هذا اليوم تشارككم هذه المناسبة العزيزة علي قلوبنا جميعاً يوم المهندس. وبعد أن انهي الرئيس مرسي كلمته صفق له الحضور وحياهم ثم غادر القاعة بعد أن قام بالدعاء للجميع بالتوفيق خلال المرحلة المقبلة. شارك في الاحتفال بيوم المهندس د.هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء ومفتي الجمهورية وعدد من الوزراء وممثل عن الكنيسة المصرية ود.عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق - وهو مهندس- وعدد من كبار المهندسين والمهندس ماجد خلوصي نقيب المهندسين الذي قدم درع النقابة للرئيس مرسي وقيادات نقابة المهندسين الحاليين والسابقين. حضر الاحتفال أيضاً وفد من اتحاد المهندسين العرب برئاسة رئيس الاتحاد عبد الله عبيدات الذي جاء خصيصاً من الأردن والذي قدم درع الاتحاد للرئيس محمد مرسي.