مع ارتفاع الأسعار وضعف دخل الأسرة ومع اقتراب موسم الصيف أصبح سوق المستعمل في حالة رواج واضح حيث انتشر بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة خاصة في مجال تجارة الملابس "السكندهاند". يلقي هذا السوق إقبالاً كبيراً من أبناء الأسر البسيطة التي تلجأ إليها في الأعياد والمناسبات حيث تلائم الأسعار مستوي الدخل الشهري. فانتشرت محلات "استعمال الخارج" للملابس في المناطق الشعبية والبسيطة والتي تقوم بعرض الملابس بأسعار زهيدة فمثلاً القميص لا يتجاوز ال 10 جنيهات والبنطلون 20 جنيهاً أما ملابس الأطفال فالقطعة ب 5 جنيهات فقط. يقول عارف خاطر - 42 سنة - "تاجر ملابس مستعملة" إن هذه التجارة مستمرة طوال العام ولكن يزداد الإقبال عليها في المواسم والأعياد ونستعد لهذه المواسم بشراء مجموعة كبيرة من البالات. وهي الحاويات التي تضم الملابس المستعملة من الخارج بأشكالها المختلفة وهي تشمل ملابس أطفال ورجال وسيدات ثم نقوم بفرزها وغسلها وكيها قبل عرضها بالمحلات لبيعها للجمهور. مؤكداً أن هذه الملابس لها ثلاثة مستويات من حيث الجودة والسعر. أما عبدالحميد سعيد فيقول: أدرس بالجامعة وأشارك بعض زملائي ونقوم بالسفر إلي بورسعيد أو القنطرة شرق لشراء مجموعة من الملابس المستعملة والأحذية لبيعها بالإسكندرية خلال المواسم والأعياد ونحقق عائداً يساعدنا علي توفير مصاريف الدراسة وأعباء المعيشة. موضحاً أن زبائنه من الأصدقاء والجيران خاصة سكان المناطق الشعبية فضلاً عن أنه يقوم بعرض هذه البضائع علي زملائه بالجامعة وتلقي رواجاً منهم بسبب جودتها وقلة أسعارها. يقول الحاج محمود سعيد - 60 سنة - أعمل حارساً لأحد المنازل بمنطقة المندرة ولدي خمسة أولاد جميعهم بالمراحل الدراسية المختلفة ولا أستطيع شراء الملابس الجديدة التي تعرض في المحلات بأسعار خيالية وفي نفس الوقت لابد أن اشتري لهم ملابس المدارس وكسوة الشتاء والصيف. بالإضافة إلي مواسم الأعياد لذلك نلجأ إلي شراء الملابس المستعملة التي يطلق عليها استعمال الخارج لرخص أسعارها. مضيفاً أن إجمالي ما يشتريه لأولاده الخمسة من ملابس يكون أرخص مما يشتريه الفرد الواحد بمحلات الملابس الجديدة. مشيراً إلي أن هذه المحلات تتميز بإمكانية الفصال وتخفيض الأسعار عكس محلات الملابس الجاهزة والجديدة وهي ما تحقق المعادلة الصعبة نظراً لأن خامتها جيدة وسعرها رخيص وتناسب دخلنا الشهري. يضيف أحمد محمد "أحد تجار الملابس المستعملة" قائلاً: نقوم بغسل وكي الملابس قبل عرضها علي الزبائن لافتاً إلي أن الملابس "الساكند هاند" تكون أفضل من الجديدة لأنها تكون حاملة لأفضل الماركات العالمية التي يصعب علي غالبية الأسر شراء الجديد منها مؤكداً علي أن هناك الكثير من تجار الملابس الجديدة الذين يقومون بعرض بعض الملابس المستعملة بمحلاتهم علي أنها جديدة بعد أن يقوموا بلصق العلامات التجارية عليها ليحصلوا علي هامش ربح أكبر من بيع الجديد وفي نفس الوقت يقوم ببيع منتج جيد.