حي العجمي الذي كان من أهم وأكبر وأشهر المصايف بالإسكندرية.. كان يأتي إليه السائحون من كل بلاد العالم.. وكان يمتليء بفيلات صفوة المجتمع المصري.. أصبح الآن في خبر كان!! بعد أن تحول إلي منطقة عشوائية! شهد الحي خلال السنوات الماضية خاصة بعد الثورة مخالفات بالجملة في إقامة المساكن العشوائية بدون أي ترخيص.. وتم خلال فترة وجيزة بناء أعداد هائلة من العمارات بطريقة متسرعة تهددها بالانهيار في أي لحظة.. كما قام البلطجية بالاستيلاء علي مساكن طلعت مصطفي والصينية وال "إيجي كاب" التي كانت تمثل واجهة مشرفة لمنطقة العجمي كلها.كل هذا يحدث في غياب تام للرقابة سواء من الحي أو من المحافظة ولم يكلف أحد من المسئولية نفسه لبحث مشاكل الحي من خلال القيام بزيارة واحدة حتي يري بنفسه حجم المأساة التي تعيشها العجمي! * يقول "محمد شعبان" موظف: أنا نادم علي العيش بالمنطقة فقد أصبحت أخشي أن أسير في الشارع بعد صلاة المغرب خوفاً من السرقة تحت تهديد السلاح.. فمن يقول إن العجمي التي كانت ملتقي الصفوة تتحول إلي مدينة عشوائية؟! * تقول "سوزان محمد" ربة منزل: أصبحنا نري الجرافات بالشوارع لتقوم بعمليات الردم خاصة بالبيطاش ليتم تقسيم الأراضي الفضاء إلي قطع صغيرة وساعدهم علي ذلك قيام أصحاب الفيلات بالهانوفيل ببيعها للتربح وإقامة عمارات شاهقة الأدوار بدلاً منها!! * يقول "إبراهيم السيد": أقيم بالعجمي منذ التسعينات وكان الحال معقولاً إلي حد ما ولكن فجأة بعد الثورة وقعنا في أيدي البلطجية الذين سيطروا علي مساكن طلعت مصطفي. * ويشير "فادي محمد": عامل إلي نقطة بالغة الخطورة فيقول: إن جميع المساكن التي يتم بناؤها بطريقة عشوائية بالعجمي كله بدون بنية تحتية مما أدي إلي تهالك المرافق والخدمات مشيراً إلي أن العمارة تظهر خلال شهر علي الأقل!! أين المحافظ؟! * ويتساءل حسن رحال: أين محافظ الإسكندرية فلم نشاهده منذ أن تولي المسئولية: يشير إلي ضياع معالم العجمي بعد أن تحولت شوارعها إلي أماكن للورش العشوائية. * ويقول إسماعل نصر: إن السائحين اختفوا من العجمي الذي كانوا يأتون إليه بصفة دائمة صيفاً وشتاء وذلك بعد أن أصبح منطقة عشوائية لا أمان فيها علي الإطلاق. اعترافات رئيس الحي خالد محيي الدين رئيس حي العجمي: أعترف بالمأساة محملاً المسئولية الأول للزحف العمراني من مدينة الإسكندرية من خلال التوسع الأفقي للعجمي نظراً لأن الإسكندرية محافظة فقيرة لمساحة الأرض فكان التوجه الوحيد لها هو حي العجمي. أوضح أن أهم ما كان يميز العجمي وجود الفيلات ومع طفرة المقاولين خلال السنوات الماضية بدأوا يفرون أصحاب الفيلات والشاليهات بالأموال الطائلة شراءها لبناء وحدات سكنية أرخص من الموجودة بالإسكندرية إلا أنها مربحة بالنسبة لهم. أشار إلي أن الشقة التي يصل سعرها بالعجمي اليوم إلي 150 ألف لا يقل عمرها بالإسكندرية عن نصف مليون جنيه فأقبل عليها حديثو الزواج. قال إن الفوضي والعشوائيات والإنفلات الأمني ليست مسئولية الحي وإنما الداخلية والزحف العمراني.