هو تلميذ في السنة الأولي ثانوي.. نظر إلي حال البلد.. وراح يسأل.. هل كانت القاهرة هكذا قبل أن أولد.. بالتأكيد لم تكن كذلك..! وإذا كانت كما هي.. فإن الأمر في الواقع يحتاج تغييراً في كل شيء.. لأن جيل المرحلة الثانوية الآن.. هم الذين سيتحملون المسئولية بعد بضع سنوات. أسمه عمر نصر الدين عمره 16 سنة تلميذ بمدرسة عباس العقاد يحلم بأن تكون بلده أحسن بلد في العالم.. سألته كيف يكون ذلك..؟ قال لقد درست في المدرسة نظام المركزية واللامركزية في اتخاذ القرار.. وقد تبين ان حال مصر لا ينصلح إلا بتطبيق اللامركزية.. تعجبت من إجابته وسألته ما هي المركزية وما هي اللامركزية في رأيك؟ قال: المركزية هي أن تكون القرارات كلها في يد شخص واحد: فمثلا ما يتعلق بمدينة أسوان من أمور نجدها تصدر من القاهرة في حين أن طبيعة القاهرة تختلف عن أسوان.. ولهذا فأنني أعلم أن دولا كثيرة في العالم مقسمة إلي ولايات مثل أمريكا وألمانيا وسويسرا.. وكل ولاية لها نظامها الخاص من حيث التعليم والعلاج والمرور وغير ذلك من الأمور الداخلية.. وكل ولاية من هذه الولايات لها رئيس وزراء ووزراء ولكن في النهاية هناك رئيس دولة واحد ووزير دفاع واحد ووزير خارجية أيضا واحد. بصراحة تعجبت من كلام تلميذ في هذه المرحلة العمرية والدراسية أيضا.. وزاد اعجابي عندما قدم لي دراسة من عدة صفحات كتبها بأسلوب بسيط وقد يكون ركيكا بعض الشيء ولكن فعلا في حاجة إلي دراسة: وقد تعرض إلي النظام الاقتصادي ويري أن كل محافظة تتولي من خلال حكومتها وأهلها إدارة وتدبير كل الأمور المالية وجمع مواردها.. ولو كان لديها مناطق سياحية.. فإنها يعطيها كل الاهتمام وتتولي بمعرفتها الترويج لها.. وبمعني آخر فإن كل محافظة مسئولة عن مواردها وكيفية استغلالها سواء كانت زراعية أو صناعية. أما التعليم: فإن ما ندرسه في المدرسة هي مناهج مكررة بين التعليم الاعدادي والثانوي.. والتعليم في الإسكندرية هو نفس التعليم في الصعيد وكل المناهج مكتوبة ومسجلة في الكتب دون التشجيع علي البحث والقراءة الخارجية في الكتب الثقافية والعلمية.. كما ان هناك اختلافاً جوهرياً بين كل المحافظات: ومن هنا فإن الدراسة في كل محافظة يجب ان نعتمد علي طبيعة المحافظة وتكوينها ووصفها الجغرافي. بصراحة لم يجد هذا الفتي بنداً إلا ذكره وكتب فيه رأياً في الأمن والمرور والعشوائيات واستغلال مياه النيل.. وثروات سيناء وحال الطرق والشوارع والحالة الصحية للشعب وطرق العلاج والتأمين الصحي والاحتكار وفوائده ومآخذه.. وكيفية القضاء علي البطالة بتشجيع الأعمال الحرة بدون فرض عقود عليهم.. وغير ذلك. ** استغاثة مليونير!! * مواطن قرأ إعلانا براقاً نشر في إحدي الصحف في شهر مايو عام 2010 أي قبل ثورة 25 يناير بنحو 7 أشهر كان الاعلان عن بناء مشروع سكني سياحي في منطقة شيراتون هليوبوليس.. وذهب إلي الموقع المحدد في الإعلان.. فوجد ارضاً صحراوية خاوية ولافتة مكتوب فيها تفاصيل المشروع.. المهم اعجبت الرجل المليونير الفكرة.. وبمنتهي البساطة دفع مبلغ 51 مليون جنيه ثمن 25 شقة ومنذ يومين لفت نظري حكاية هذا المواطن من خلال استغاثة كتبها محاموه الاربعة في شكل استغاثة للنائب العام في إحدي الصحف الخاصة عن أن هذا المشروع رغم مرور ثلاث سنوات علي بدايته إلا أن صاحب المشروع لم يشرع في أي أعمال بناء بالمشروع رغم اقتراب موعد التسليم. بصراحة هذا الموضوع ليس مجرد استغاثة.. ولكن موضوع في حاجة إلي تحقيق.. والواضح ان صاحب المشروع قرر ان يبني بفلوس الراغبين في التملك وليس بأمواله.. بالذمة كم تبلغ أرباح هذه الملايين المدفوعة في هذه الشقق التي يبدو أنها وهمية!!.. وبالله عليكم ما هي القواعد والقوانين التي تسير عليها عملية تمليك المساكن خصوصا وان الاعلانات قد كثرت وتصدرت وتلونت وكلها اغراء للشراء.. بعضها صادق.. وبعضها وهمي والله في عون من دفع الملايين في شراء مثل هذه الشقق!!