استغل الباعة الجائلون حالة الانفلات الأمني والفوضي العارمة التي تشهدها البلاد بعد الثورة فافترشوا بضائعهم من ملابس وقطع غيار سيارات في كل شبر بوسط البلد ولم يتركوا للمواطنين فرصة للسير علي أقدامهم حتي السيارات تكدست في شارع 26 يوليو والميادين المجاورة بصورة لم يسبق لها مثيل في ظل غياب تام للحكومة. رصدت "المساء" الوضع علي الطبيعة وأصبح المشهد بالشوارع لا يرضي عدواً ولا حبيباً -كما يقولون- حيث اختفي المظهر الحضاري والجمالي لشوارع القاهرة بسبب هؤلاء الباعة الذين ضربوا بكل قوانين المرور والمحليات عرض الحائط. يقول أحمد مصطفي "مهندس". وهشام عبدالرحمن "مدرس". ومحمود حسن "مدير عام": أصبحنا نسير بصعوبة وسط البلد بعد أن احتلها الباعة الجائلون وأصحاب المحلات الذين أصبحوا دولة داخل الدولة. ولا يخشون أحداً بعد أن فقدت الحكومة سيطرتها عليهم واختفي رجال الشرطة ولم يعد لهم وجود بالشارع. تتساءل فاطمة عبدالله "موظفة": اين الحكومة ولماذا تتجاهل كل هذه التعديات بشوارع وسط القاهرة التي كانت مثلاً للنظافة والرقي والجمال؟.. وأين شرطة المرافق التي كانت تطارد الجائلين في كل مكان. فهل هذا نتاج الثورة أم أن هناك تقاعساً متعمداً من كل مسئول سواء في الشرطة أو في الأحياء؟!!