توقعت ادارة النادي الأهلي الأحداث المؤسفة التي شهدتها منطقة الجبلاية بحرق مقر اتحاد الكرة ونادي الشرطة بعد اعلان احكام قضية كارثة بورسعيد. واصدر محمود علام مدير النادي تعليماته بتجميد النشاط الرياضي في مقر الجزيرة حتي لا يتواجد الأعضاء حال حدوث ما لا يحمد عقباه وبالفعل غاب الأعضاء عن مقر الجزيرة. كما نقل فريق الكرة تدريباته إلي مقر النادي بمدينة نصر حيث ادي اللاعبون المران الأخير بمقر مدينة نصر استعداداً لمباراته اليوم أمام إنبي ليبعد نفسه عن الأحداث الملتهبة إلا أن هذه التوقعات تلاشت بعد أن رأي مسئولي إتحاد الكره استمرار النشاط الكروي وبذلك يفلت دوري الشهداء من يد المخربين. من جانب آخر قام العامري فاروق وزير الرياضة بزيارة خاطفة لمقر اتحاد الكرة المحترق بعدما غادر مكتبه بالوزارة. وقام العامري بتفقد مقر الاتحاد بسرعة وبدا عليه الحزن والأسف الشديد لما لحق بمقر الاتحاد من ضرر بالغ. علق العامري علي ما حدث بأنه شيء مؤسف للغاية لم يكن يتخيله مطلقاً خاصة بعد حرق الأوراق والمستندات. وطالب العامري المسئولين بضرورة معاقبة كل من يخرج عن القانون وحبس اي شخص يثبت عليه ارتكاب الخطأ. رصدت "المساء" لحظة بلحظة تفاصيل الأحداث الاجرامية المؤسفة بإشعال الحرائق في مقري اتحاد الكرة ونادي الشرطة بالجزيرة مما نتج عنه خسائر بالملايين من الجنيهات بخلاف إشاعة حالة من الفوضي الشديدة في المنطقة. بدأت الأحداث المؤسفة عقب صدور احكام القضاء في قضية كارثة ستاد بورسعيد والتي ادت إلي الانقسام بين جمهور الالتراس المتجمع منذ الصباح الباكر أمام مقر الأهلي كالمعتاد. ومع قبول بعض قيادات الألتراس للاحكام والتأكيد علي كونها مناسبة إلي حد كبير كان البعض الآخر علي النقيض تماما ورفضوا الاحكام داعين إلي بدء الرد بالعنف علي هذه الأحكام غير العادلة من وجهة النظر. وعلي حسب رواية احد أفراد أمن مقر اتحاد الكرة قال انه وجد امامه المئات من جماهير الالتراس وهم في حالة غضب شديد وقاموا باقتحام المقر وقبل ذلك طالبونا بالانصراف حتي لا يتعرض أحد للأذي. وحكي ايضا ثروت سويلم المدير التنفيذي للاتحاد عن قدوم بعض الأشخاص من الشباب وطالبوه بترك مقر الاتحاد والخروج منه وكل الموظفين الموجودين لانهم سيقومون بحرق المقر الآن. واستجاب ثروت سويلم لمطلب هولاء الأشخاص وغادر مع موظفيه وفي غضون دقائق معدودة شب الحريق في مقر الجبلاية. ومع اشتعال الحريق في كل مكان بمقر الاتحاد بدأت عمليات السلب والنهب لكئوس وميداليات وصور وأوراق وغيره من أشياء تم الوصول اليها بسهولة. ومع تصاعد الأدخنة انصرف المعتدون واتجهوا إلي مقر نادي الشرطة بالجزيرة ليشتعل حريق آخر جديد ومبررهم أنه تابع للداخلية. ومع وصول قوات الاطفاء كان الحريق قد أتي علي معظم محتويات الاتحاد تقريباً رغم مساندة الجيش بإرسال طائرة للاطفاء كانت تلقي بالماء من الهواء علي المقر. ولم يظهر اي من أعضاء اتحاد الكرة اثناء الحريق فقط تواجد ثروت سليم الذي كان يشاهد الحدث وهو في حالة ذهول تام غير مصدق لما حدث. كما ظهر عمرو عفيفي مالك الشركة الراعية للاتحاد وهو في حالة غضب شديد حتي انه حضر مرتدياً بدلة تدريب. وقام بدخول المقر وكأنه يبحث عن شييء ما واصابه ذهول ايضا مما شاهده. وفي وسط الزحام تنوع الحضور اثناء الحدث ما بين البعض من الشباب الذي حضر للمساندة والمساعدة في انقاذ ما يمكن انقاذه واخرين حضروا للقيام بالمزيد من عمليات نهب وسرقة لاي شيء وصل حتي للكرات الموجودة داخل المقر. المثير أن أحد الأشخاص ممن حضروا قال انه حصل علي كرة وقميص وميدالية للذكري وخرج بها من أمام الجميع دون أي مشاكل. والاكثر اثارة في ظل هذه النار المشتعلة لم تظهر الشرطة في المشهد علي الإطلاق علي مدار اكثر من أربع ساعات كاملة. اثناء الحريق المشتعل حدثت مشادات أمام مقر اتحاد الكرة من الجانب الخلفي حيث تجمع العشرات بعدما وقف بعض الأشخاص يؤكدون أن غضب الالتراس مستمر وأن ما حدث هو بداية فقط ومازال هناك الكثير والكثير. ودعم هذا الكلام احدي اسر الضحايا وهي تستقل سيارة وتهتف بالغضب الشديد بسبب الأحكام الهزيلة من وجهة نظرهم.