نظرة سريعة علي الواقع المؤلم وما يحدث علي أرض مصر تجد أنه لا يبعث علي الارتياح ولا يدعو للتفاؤل في ظل مسلسل الفوضي والانفلات الأمني والاخلاقي والخلافات والانقسامات المستمرة والاحداث المتفجرة والكوارث المتتالية التي تتصاعد يوميا آخرها كارثة حادث بالون الأقصر الذي راح ضحيته في وقت غير مناسب 19 سائحا من جنسيات مختلفة وسيؤدي صداها في معظم دول العالم بالتأثير بالسلب علي توافد السياح إلي مصر. كان قلبي مع اهل الاقصر الذين يعانون عدم توافد السياح علي مدي عامين ويستغيثون ويشكون مر الشكوي من عدم تشجيع الدولة للسياحة الداخلية حتي تتحسن الاحوال ويزول الخوف من قلوب الأجانب. بعد الحادث مباشرة اتصلت بأحد أبناء المدينة السياحية الخبير السياحي محمود إدريس لتقديم واجب العزاء في الضحايا الأبرياء والسياحة المنكوبة فقال: ياأخي كنا نستغيث ونشكو من عدم توافد السياح إلي بلدنا فوقع حادث المنطاد وزحف وتوافد علينا الجراد. سبحان الله.. المصائب لا تأتي فرادي والكوارث والأزمات تحاصر المصريين في السياح الذين يحضرون إلي بلادنا للمتعة والاستمتاع لا يجدون إلا الاستهتار في استقبالهم والاهمال وتعريض حياتهم للخطر وكأننا نقول لسياح العالم لا يحضروان بلادنا التي شوه سمعتها البعض من أبنائها. الحادث يثير علامات استفهام حول ما تقدمه الدولة والمسئولين عن السياحة للحفاظ علي حياة السياح وهل العلاج في قرار محافظ الأقصر بإلغاء استخدام البالون بشكل نهائي بالأقصر. وهل قرار الحكومة برفض اقتراح المواطن المجهول ببيع آثار مصر وحل مشاكل القطارات والأتوبيسات السياحية والعمل علي تفادي وإزالة أسباب ما يحدث من حوادث وكوارث سيكون دافعا للسياح للحضور وهم يرون ويسمعون علي شاشات التليفزيون في بلادهم ما يحدث علي أرض الواقع. مصر تحتاج لتدخل عاجل وسريع لانقاذ صناعة السياحة حتي لا تستفيد بلاد أخري مما يحدث عندنا من عدم استقرار وحوادث وكوارث تضرب السياحة المصرية في مقتل وتقوي الأعداء والمتآمرين علي خراب مصر وعدم تقدمها ونهضتها.