الصراع والانقسام السياسي الحاد الذي أصاب التيارات الإسلامية خاصة بين أكبر فصيلين الإخوان والنور يمثل لغزاً ويثير أكثر من تساؤل.. هل هو مناورة سياسية أم لعنة السياسة.. ولمصلحة من في هذا التوقيت بالذات؟.. وقد حذرت من هذا المنزلق الخطير لانه يضع المشروع الإسلامي المعتدل برمته في مهب الريح. أصبح هذا الأمر وبالاً علي جميع من ينتمون إلي هذا التيار الذي كان يمثل أملاً وخلاصاً وقدوة لأغلبية الشعب المصري الذي عاني طويلا من الكبت والظلم والفساد. للأسف بدأت الثقة تهتز في مصداقية هذا التيار.. وللأسف فإن كل من يتخيل أنه سيكسب نقاطاً علي حساب الآخر بتخوين كل منهم الآخر.. فإنه واهم.. وليتأكدوا أنهم يقضون علي مشروعهم في مهده وسيخسرون جميعا بلا استثناء!! هذا الأمر يدعونا جميعا حرصا علي مصلحة الوطن أن نناشد عقلاء وحكماء هذا التيار أن يسارعوا للم الشمل بدلا من الندم بعد فوات الأوان.. وقبل أن يعود المركب ليغرق بهم مرة أخري.. لعنة الله علي السياسة إذا كانت ستجعل الناس يفقدون مصداقيتهم فيمن يمثلون القدوة لأغلبية شعبنا!! ماذا ننتظر بعد أن دخلت البلاد إلي منعطف خطير جدا.. وأصبح أمنها الخارجي والداخلي في حالة حرجة.. وينتظر تدخلاً جراحياً عاجلاً ومهارة نادرة للخروج من هذه الكارثة.. واقصد بهذا الكلام الاتجاهات والحالة المتردية في محافظات القناة.. والتي تعتبر خط الدفاع الأول عن مصرنا دون تحريك جدي ومخلص للقضاء علي هذه المؤامرة في مهدها. نعم هناك أطراف خارجية وداخلية لإشعال الفتيل وسكب مزيد من البنزين علي النيران.. وتحويل ولاء هؤلاء الوطنيين الذين ظلموا طوال عصور سابقة وضحوا كثيرا في سبيل رفعة وحماية هذا الوطن إلي وجهة أخري للإسراع في إنهاك وتدمير مصرنا.. فهل من سرعة لتدخل قيادتنا ورموزنا لمواجهة هذه الكارثة.. حتي لا نفاجأ أننا أمام عراق أخري؟!