اختتم منتدي الاتصال الحكومي بالشارقة أعماله الليلة الماضية. حيث قام الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركزالشارقة الإعلامي بتكريم المشاركين الذين أقاموا الندوات وأداروا الحوارات وتحدثوا في الجلسات.. وكانت فعاليات اليوم الأخير قد تضمنت جلسة بعنوان "التواصل الاستراتيجي أكثر من خطة عمل" أدارها المذيع الشهير جورج قرداحي وشارك فيها كل من د.عبدالله جودت رزق الله المدير التنفيذي لقناة الرسالة الفضائية. ود.حصة يوتاه أستاذ الإعلام بجامعة الإمارات. وعدد من العاملين في المجالات الإعلامية. قال المشاركون: إن الإعلام يمثل ثقافة اجتماعية أكثر منه خطة عمل ترتبط بظروف طارئة.. وان الاتصال يجب أن يقوم علي أسس واضحة ورؤية محددة لما نريد الوصول إليه من أهداف. وكذلك يجب أن يعتمد علي آليات محددة وفعالة. مؤكدين غياب العنصر الإنساني القادر علي توصيل الرسالة الإعلامية بشكل واضح في كثير من الأحيان. أوضحوا أن الشباب هم الأكثر تأثراً بعصر العولمة. وأنهم يمثلون أكثر من 60% من تعداد الدول العربية. وبالتالي فلابد من التركيز عليهم ومعرفة اهتماماتهم واحتياجاتهم والعمل علي تلبيتها وتوجيهها الوجهة السليمة. مؤكدين ضرورة أن تكون هناك رؤية شاملة وموحدة لتحقيق التقدم والنهضة. قال المشاركون: إن علي المسئول أن يدرك أنه لا يلعب بمفرده في الميدان فكل موظف حكومي يجب أن يكون منخرطاً في عملية الاتصال ومؤمناً بما تضعه الحكومة من خطط واستراتيجيات. وضرب د.عبدالله جودت مثلاً بعامل نظافة في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بعد أن كان الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي قد أعلن عن برنامج أبوللو لإرسال مركبات فضائية عليها رواد فضاء أمريكيون إلي سطح القمر.. وسأل البعض عامل النظافة ماذا تفعل هنا؟!.. فكانت إجابته: إنني أساعد في وصول الإنسان إلي سطح القمر!! ركز المشاركون علي ضرورة عدم وجود تضارب فيما يصدر عن المسئولين من بيانات ومعلومات وتصريحات تصل إلي الناس.. وفي الوقت نفسه حذر البعض من المبالغة في تضخيم الدور الذي لعبته شبكات الاتصال الاجتماعي فيما شهدته دول الربيع العربي. مؤكدين أن الأرضية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كانت مهيأة لحدوث هذا التغيير. وإن كان لا يمكن إغفال دور هذه الشبكات في حشد الجماهير في البداية. كما شهد المنتدي جلسة أجرت خلالها المذيعة التليفزيونية مني الشاذلي حواراً مع داعية حقوق الإنسان الأمريكي الشهير مارتن لوثر كينج الابن. والذي أكد أن لغة العنف لا تجدي وأنه من خلال تجربة والده في الكفاح الحصول علي حقوق السود بالولايات المتحدة يري أنه لابد من التواصل والتفاوض إلي جانب التظاهر لمناصرة أي قضية. وأنه لا يمكن التقدم خطوة واحدة ما لم يكن هناك تفاوض وتحاور بين أي طرفين في أي نزاع وذلك للوصول إلي المصالحة. قال إنه ما لم يكن هناك تنازل من طرفي النزاع فلن يتم التوصل إلي حلول. بشرط توافر الجدية والثقة والرغبة الصادقة. وإلا سوف يصل الجميع إلي طريق مسدود. وأشاروا إلي ضرورة أن نتعلم كبشر كيفية التعايش المشترك معاً دون إلحاق الأذي بالطرف الآخر. وأن أي شخصية قيادية يجب ألا تعمل علي تهميش الآخرين.. موضحاً أن القيادة قد تأتي من زعماء دينيين أو اجتماعيين أو اقتصاديين أو من أي مجال.. قال إن تطور وسائل الاتصال يفرض علي أي زعيم أن يغير من نمط الاتصال بالآخرين. وأن يستعين بالفيس بوك وتويتر وغيرهما من وسائل الاتصال الحديثة. شهد اليوم الثاني والأخير للمنتدي أيضا عدداً من الندوات وورش العمل. من بينها ورشة بعنوان "العلاقة بين المؤسسات الحكومية والإعلام وكيفية ايصال الرسالة الإعلامية للجمهور". وأخري بعنوان "المؤتمرات الصحفية استراتيجيات وتقنيات". وجلسة "الاتصال الحكومي في الشارقة دراسة حالة محلية". وندوة "خطاب مؤثر" التي تحدث فيها المذيع التليفزيوني اللامع حمدي قنديل. كان الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي قد صرح بأن منتدي هذا العام حقق نجاحاً كبيراً من حيث عدد المشاركين والموضوعات التي ناقشها.. وقال إنه في عصرنا لم يعد هناك مجال لتمجيد الحاكم ولابد للإعلام أن ينقل الصورة بموضوعية وشفافية ووضوح حتي يكون الحاكم علي دراية بمشكلات الناس.. ولو كان ذلك مطبقاً لما كنا قد شهدنا مظاهر الاحتجاجات والإضرابات التي نراها ممتدة حتي الآن في بعض دول الحراك العربي.