إلي مسرح "شبابيك" بالمقطم ينتقل العرض المسرحي "عدو الشعب" من إحدي قاعات العرض السينمائي الهوسابير التي تم عرضه بها وتردد علي مشاهدته عشرات المئات من الشباب علي مدي أسبوع "المسرحية مأخوذة عن نص للكاتب النرويجي هنريك ابسن" والتي كان قد كتبها عام 1882. وقدمت بالعديد من المسارح بمختلف دول العالم وبلغات مختلفة. وقد أعادت تقديمها المخرجة "نورا أمين" برؤية تتفق وإيقاع العصر لتعايش وتترجم الواقع الذي نحياه الآن من خلال فرقة "لاموزيكا المسرحية" المستقلة. قام ببطولتها فريق موسيقي يقوده نادر سامي وسالم عيسي وتامر عصام وأحمد منتصر بجانب البطولة الدرامية للمسرحية التي شارك فيها طارق الدويري وأحمد السلكاوي وابراهيم غريب وعماد الراهب ومعهم عماد حسني وسمير فؤاد وأحمد كامل ومصطفي درويش وشاركهم محمد أباظة وأحمد جمال والأطفال مجد ويوسف. تنقلنا أحداث عرض "عدو الشعب" إلي بلدة صغيرة بالنرويج ومنها نكتشف العلاقات التي تنمو وتنشأ نتيجة لتقارب المصالح وتسخير العامة من الناس "البسطاء" لخدمة صراعات السلطة والثروة والإعلام. مما يسفر عنه التضحية بنبل الأفكار. تتطرق الأحداث لقضايا أكثر إلحاحاً وتلامساً مع واقعنا الحالي وهي التركيز حول الناس والسلطة بالإضافة لسلطة الصحافة ودورها حيث يعزي ابسن النفس البشرية التي نراها تقف علي طرفي نقيض داخل مجتمع "مهلهل" كثر به الزيف والنفاق والفساد في مقابل أقلية تقوم بدور البطولة بتقديمها لكل السلبيات تحركها نوازع الخير والقيم والشرف والدفاع عن الحق والحقيقة مهما كان الثمن فادحاً. حيث تواجه أغلبية تحركها نوازع المال والسلطة حتي لو كان ذلك علي حساب المجتمع كله. ويكشف لنا "ابسن" الأقنعة ويضع المتفرج أمام أيهما يكون وفي أي صف نقف. الجدير بالذكر أن "هنريك ابسن" اهتم في مسرحياته بكشف عورات المجتمع وتعقيداته كجراح يصف الداء ويشخص الدواء. مما يؤكد أنه رائد للواقعية في المسرح الأوروبي لتعمق أعماله داخل قاع المجتمع ومشاكله الاجتماعية وفي أحدث تأثيراً علي المسرح الأوروبي وانعكس علي أعمال كبار كتابه.