شهدت الإسكندرية أول عملية "تحرير رهائن" للقوات الخاصة بالتعاون مع مباحث الإسكندرية تحت اسم العملية "فهد" التي تمكن من خلالها فريق خاص يصاحبه "5" تشكيلات أمن مركزي و"50" ضابط مباحث بخلاف قوات الأمن العام من اقتحام مصنع "بورتلاند للأسمنت" لتخليص "15 رهينة" من بينهم سيدة أعمال في الخامسة والستين من عمرها ومستثمر هندي ومهندسون وأعضاء مجلس إدارة الشركة بعد حجزهم لمدة أربعة أيام متواصلة. ** بداية الكارثة التي أثارت الرعب في نفوس المستثمرين بالإسكندرية كانت بقيام ما يقرب من "200" عامل من المتعاملين مع شركة "بورتلاند" للأسمنت وهي استثمار يوناني بالتعاون مع البنك الدولي بمحاصرة "14" من أعضاء مجلس الإدارة ومهندس الشركة بالإضافة إلي سيدة أعمال تدعي "ناهد.م" "65 سنة" مالكة شركة "IBS) وهي إحدي شركات العمالة المتعاملة مع الشركة من الباطن. قام اللواء "ناصر العبد" مدير مباحث الإسكندرية بتشكيل فريق للتحري حول حقيقة الموقف.. فتبين أن شركة "بورتلاند" تتعاقد مع "3" شركات للعمالة المؤقتة من الباطن للتعامل مع الشركة وأن هذه الشركات تقوم بالحصول علي مبالغ مالية من "بورتلاند" وتقوم بدورها بتشغيل عمالها وتحديد مرتباتهم ووظائفهم.. كما تبين أن العامل المؤقت يتقاضي ما يقرب من "3 آلاف جنيه شهرياً" من الشركة المتعاقد معها بالإضافة إلي الإكراميات وأن عمال الشركات الثلاثة ويصل عددهم إلي ما يزيد علي "650" عاملا قد اتفقوا علي عملية احتجاز الرهائن لإجبارهم عنوة علي التعيين بالشركة بالرغم من أنهم غير متعاقدين معها من الأساس. ** بدأت المرحلة الثانية بمحاولة التفاوض مع العمال لفك أسر الرهائن دون جدوي وكان يسمح فقط بدخول الطعام والدواء للرهائن حتي أن السيدة "ناهد" اضطر زوجها ونجلها للإقامة معها في الحجز المفروض عليها خوفاً علي صحتها وحياتها. ** تطور الموقف بحضور القنصل والسفير اليوناني للإسكندرية حيث التقوا مع القيادات الأمنية بالمحافظة معتبرين ان احتجاز "رهائن" هو تهديد لاستثمار يوناني بمصر وهددوا بغلق المصنع ودراسة سحب الاستثمارات اليونانية من مصر لما تتعرض له من عمليات إرهابية وتهديد للعاملين. ** بدأت مراحل الخطة "فهد" بعد أن تصاعد الموقف وأصبح بمثابة أزمة دولية في ظل حالة الذعر بشركات البترول والشركات الاستثمارية بالمنطقة خوفا من تكرار ما يحدث داخل شركاتهم. ** بداية الخطة "فهد" كانت بقيام اللواء "أحمد سعيد" والعميد "أشرف راضي" من القوات الخاصة بقطاع الأمن المركزي ومعهم اللواء "ناصر العبد" والمقدم "عاطف أبوالوفا" رئيس مباحث الدخيلة بعمل مسح شامل للمصنع فتبين أن المحتجزين كرهائن متواجدون بالدور الثاني والثالث بالمبني الإداري وأن هناك مجموعات من المحتجزين من العمالة المؤقتة علي السلالم الخلفية والأمامية بالإضافة إلي وجود بوابة خارجية من الحديد الصلب تحت سيطرة أمن الشركة وأخري داخلية وثالثة أمام المبني الإداري وكلها تحت سيطرة المحتجزين. ** ولتبدأ العملية "فهد" بعد أذان الفجر حيث تم إخفاء مجموعة من جنود الأمن المركزي "قوات خاصة" في أرضية سيارة مأمور قسم الدخيلة كدفعة أولي.. ثم مجموعة من القوات الخاصة في أرضية سيارة المقدم "عاطف أبوالوفا" رئيس مباحث الدخيلة.. بينما قامت باقي القوات في وضع التأهب محيطين علي بعد ثلاثة أمتار من أبواب المصنع.. وفور دخول سيارة مأمور القسم المعتاد علي التردد للتفاوض مع المحتجزين فسمحوا له بالدخول حتي وصل إلي أبواب المبني الإداري ومن خلفه كانت سيارة المقدم "عاطف أبوالوفا" رئيس مباحث الدخيلة وسيارة معاونة النقيب "محمد التهامي". كانت إشارة ضوئية من كشاف السيارة الأولي هي نقطة الهجوم ليغلق رئيس مباحث الدخيلة ومعاونه بوابة المصنع بالسيارات الخاصة بهما بعرض البوابة وتقوم القوات الخاصة بالقفز من السيارات للتعامل مع محتجزي الرهائن في ظل عدو تشكيلات الأمن المركزي للوصول إلي البوابة.. لتبدأ عمليات إلقاء القنابل المسيلة للدموع وطلقات صوتية لحماية الرهائن حيث تم تخليص المجموعة الأولي من الرهائن ويليها المجموعة الثانية داخل سيارات خاصة خارج الشركة وتبدأ مرحلة الكر والفر مع محتجزي الرهائن وبلغ عدد "87" بعد أن هرب البعض الآخر بينما لم يتواجد البقية العظمي داخل المصنع. فيما قام العمال المؤقتون بتحطيم المكاتب والأبواب الزجاجية والشرفات وأجهزة الكمبيوتر بالمكتب الإداري قبل أن يتم ضبطهم. ** مباحث الإسكندرية ألقت القبض علي "78" وتم إخلاء سبيل "50" عاملاً منهم.. وتم حجز "28" لمشاركتهم في التحريض علي حجز الرهائن وتم نقلهم لمديرية أمن الإسكندرية حيث توالي التحقيق.