البساطة لا تعني البدائية في التعامل مع الأفراد والأشياء.. والتلقائية لاتعني أيضاً قلة الذوق والجليطة.. والصراحة والجرأة لا يعنيان أيضاً سوء الخلق والأدب. هذه الصفات الحميدة ان كانت البساطة أو الصراحة أو التلقائية.. لن تكون شفيعة للمصريين في تعاملاتهم مع الغير ومع أنفسهم.. والتمادي فيما يجري الآن سيترك صورة وانطباعا عنا ليس في مصلحتنا.. صورة ستجعلنا منبوذين. فقد قضيت الأيام الماضية في رحاب بيت الله الحرام ومدينة رسولنا الكريم.. رأيت خلال تلك الرحلة ما لم أره طول عمري البالغ 50 عاماً.. في صحن الكعبة وفي مسجد الرسول لا صوت يعلو علي صوت المصري رجلاً كان أم سيدة مشاجرات فيما بينهم لأتفه الأسباب ومع غيرهم لأتفه الأسباب أيضا.. اعتراض علي كل شيء فيه نظام يحترم الجميع من الجنسيات الأخري.. اخترق أي طابور سواء أمام الأسانسير أو سلم أو مطعم أو أي شيء يعتبره المصري انتصارا يشعره بالنشوة. أقسم أنني لم أر في حياتي طائرة يتركها ركابها كصفيحة قمامة.. في المطار يقفز علي السير الحامل للحقائب واضعاً طرف جلبابه في فمه ويلقي بالحقائب علي الأرض ليتلقفها أصدقاؤه بهمجية لا وصف لها.. وبالطبع يقف العاملون بالمطار مكتوفي الأيدي لأن من يعترض يسمع ما لايرضيه.. وناهيك عن سلوكياتهم داخل الحرمين وحجز الأماكن وحبسها عن غيرهم.. إلخ كلها سلوكيات لابد ان يعاد العمل عليها مرة أري.. الكبير فينا قبل الصغير.. برامج التليفزيون والإذاعة والصحف والمدارس والجامعات ان يكون لكل منهم رسالة رسالة في ذلك تستضيف من يعلم الناس آداب الحوار والتعامل والطعام وآداب أداء العمل حرامية وحلافه كذلك آدب الصلاة وكيفية تربية الأبناء. كلامي هذا ليس اتهاما لجميع المصريين لكنها حقيقة ألمسها وغيري عندما نكون في الخارج وسط أبناء البلدان الأخري. ولا أخفي عليكم كم بلغت سعادتي بحسن تصرف الرئيس مرسي عندما قرأت خبراً بالأمس عن استعانته بخبراء أجانب في الإتيكيت لتدريبه وزوجته علي ذلك وهذا لأمر ليس عيبا.. بل هو قرار سليم الرئيس الأمريكي نفسه عندما ينجح في الانتخابات وقبل ان يدخل القصر الرئاسي يتلقي وأسرته دروساً فيما يجب وما لا يجب. وخيراً فعل الرئيس مرسي الذي لايعيبه جهل الإتيكيت الرئاسي.. بل يعيبه الاستمرار فيما رأيناه في رحلته لألمانيا.