تحولت مظاهرات جمعة الكرامة أمام قصر الاتحادية الي اشتباكات وعمليات كر وفر بين قوات الشرطة والمتظاهرين.. بعد قيام العشرات من أعضاء حركة "البلاك بلوك" بازالة الحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة من أمام البوابة الرئيسية للقصر للوصول إليها. بعد ذلك قامت أكثر من مجموعة بحمل الحواجز الحديدية ودفعها بقوة في البوابة الرئيسية رقم 4 وتمكنوا من احداث قطع كبير في أعلاها ثم قاموا بتكسير بلاط الأرصفة ورخام واجهات القصر ورشقوا به قوات الأمن المتواجدة خلف أسوار قصر الاتحادية. ازدادت الهتافات المطالبة برحيل النظام واسقاط حكم المرشد وانطلقت معها الألعاب النارية التي أحدثت ضجيجاً بمحيط القصر ثم ألقي بعض الشباب زجاجات المولوتوف الحارقة داخل ساحات قصر الاتحادية وهتفوا.. "إرحل.. إرحل".. و"مش هنمشي هو يمشي". علي الفور قامت قوات الأمن المتواجدة خلف الأسوار بفتح خراطيم المياه علي المتظاهرين في محاولة لابعادهم عن القصر بعدما ازدادت النيران الناتجة عن زجاجات لمولوتوف والألعاب النارية ولكن دون جدوي.. زادوا من رشقهم بالحجارة وهتافاتهم التي تؤكد علي الاستمرار في أعمال الفوضي اذا استمرت هذه المواجهات مع قوات الأمن ولم يستجب لمطالبهم. مرددين "عايزنها فوضي.. عايزنها فوضي". فوجيء المتظاهرون بعد ذلك بهجوم مدرعات الأمن المركزي من ناحية نفق العروبة واطلاق القنابل المسيلة للدموع فهربوا مسرعين باتجاه شارع الخليفة المأمون وسقط العشرات من المصابين بالاختناقات والاغماءات نتيجة لكثافة الغازات المسيلة للدموع كما سقط بعض كبار السن والسيدات بعد كثرة الاجهاد من الجري لمسافة طويلة. قامت مجموعة من المتظاهرين باغلاق شارع الخليفة المأمون أمام حركة المرور واشعال النيران في اطارات السيارات وتكسير الأرصفة ووضع مخلفاتها في نهر الطريق.. وقامت مجموع أخري بقطع طريق صلاح سالم ومنع السيارات من المرور في نفق العروبة ثم كسروا اللوحة الرخامية الموجودة في مدخل النفق التي تحمل تاريخ افتتاح الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك لنفق العروبة. فرَّ المتظاهرون في الشوارع الجانبية المحيطة بقصر الاتحادية والمتفرعة من شارع الخليفة المأمون بسبب كثافة الغازات المسيلة للدموع.. بينما تركز العشرات من المتظاهرين في منتصف شارع الميرغني من ناحية الخليفة المأمون وتواصلت الاشتباكات بينهم وبين قوات الأمن حتي منتصف الليل.. وتمكنت قوات الشرطة من القبض علي بعض المتظاهرين وايداعهم داخل المدرعات الخاصة بهم كما أصيب بعض أفراد الأمن جراء هذه الاشتباكات. كما تواجد أكثر من 10 سيارات اسعاف في محيط قصر الاتحادية لاسعاف المصابين ونقل الحالات الخطيرة الي المستشفيات القريبة من محيط الاشتباكات.