في زمن فوضي الإفتاءات الذي نعيشه.. صدمتني فتويان ما انزل الله بهما من سلطان.. والمؤسف صدورهما من أستاذين لهما تلاميذ ومريدون..!! الفتوي الأولي أصدرها د.داود الباز أستاذ القانون الدستوري بجامعة الأزهر خلال حديثه مع برنامج "في الميدان" وهي تبيح "السحل" وما هو أكثر منه لردع الخارجين علي القانون ومستخدمي أعمال العنف ومثيري الشغب والمخربين.. وتعتبر ذلك من حق الشرطة أداء بواجبها في حماية الشعب والأمن الداخلي..!!! والفتوي الثانية أصدرها د.محمود شعبان من خلال قناة "الحافظ" ويقول فيها إن حكم شريعة الله علي قيادات وأعضاء جبهة الإنقاذ خاصة البرادعي وصباحي هو "القتل" لأنهم ينادون بإسقاط الرئيس محمد مرسي..!!! الله. الله. الله علي الفتاوي العظيمة التي تحل كل مشاكلنا وتوحد المجتمع المشطور نصفين وتعيد السلام والهدوء والسكينة إلي ربوع الوطن الذي يئن وينزف علي مدار الساعة..!! هي فعلاً فوضي أصبحت مدمرة للبلاد والعباد. اسأل د.داود: من أين أتيت بعقوبة "السحل" في الشريعة الإسلامية أو حتي في القوانين يا أستاذ القانون الدستوري..؟؟ أعرف أن هناك عقوبات أشد من السحل حددتها آية الحرابة. وأعرف أيضاً أن المخربين يستحقون إحدي هذه العقوبات فعلاً لإفسادهم في الأرض.. ولكني أعرف كذلك أنه لا يوجد نص قرآني ولا حديث نبوي ولا قانون وضعي يقر "السحل" الذي ينطوي علي الغل والبطس وامتهان كرامة الإنسان الذي كرمه الله ولو كان مجرماً. إذا كان المخربون يستحقون القتل فيجب أن تحسنوا القتلة. أما الخارجون علي القانون ومستخدمو أعمال العنف ومثيرو الشغب.. فأعتقد أن قانون العقوبات يكفي جداً لردعهم.. أليس كذلك يا أستاذ القانون..؟؟ واسأل د.شعبان: من أين أتاك خيالك بقتل قيادات وأعضاء جبهة الإنقاذ..؟؟ ولماذا..؟؟ لأنهم دعوا لإسقاط الرئيس كما تقول الفتوي..!!! ولذا أقول له: أولاً.. الفتوي بهذا المضمون هي جملة وتفصيلاً ضد ثورة يناير.. لأنها عندما تجرم من يدعون لإسقاط مرسي وتبيح قتلهم.. فإنها بالتبعية تجرم الثوار الذين دعوا لإسقاط مبارك بل وأسقطوه فعلاً وبالتالي تبيح أيضاً قتلهم.. وفي هذا ظلم لكل ثائر وإن اختلفت المقاصد والنوايا. ثانياً.. أنا شخصياً أرفض تماماً أي دعوة تطالب بإسقاط الرئيس مرسي لسبب آخر لا يمت بأية صلة للشريعة التي يدعي د.شعبان أنها تحكم علي أصحاب مثل هذه الدعوة بالقتل.. وهذا السبب هو ضرورة تحصين منصب الرئيس.. لأن الرئيس لو أسقط فعلاً الآن فلن يستمر رئيس في مكانه ستة شهور.. اليوم يسقط من ينتمي للتيار الإسلامي بأيدي الليبراليين. وغداً يسقط وبنفس الطريقة من ينتمي للتيار الليبرالي بأيدي الإسلاميين.. وهكذا.. رئيس كل ستة أشهر.. ويتوقف حال البلد وتنهار الدولة ونصبح "ملطشة" للعدو والحبيب.. حتي "بغاث" الدول تستنسر علينا وتتخطفنا بلا حول لنا ولا قوة. يا أساتذة.. اتقوا الله.. واعلموا أن المولي سيحاسبكم علي هذه الافتراءات يوم الموقف العظيم لأنكم تدمرون الأمة وتدعون علي شريعة الله بالباطل. ولا حول ولا قوة إلا بالله.