أوبرا "ماريا ستيواردا" التي شاهدها عشاق الموسيقي علي المسرح الصغير من خلال البث المباشر للمتروبوليتان من العروض المميزة لأنها تعرض لأول مرة بمصر كما أنها من عيون التراث الأوبرالي الإيطالي التي يعشقه جمهورنا لما تحتويه من أغاني "آريات" جميلة وموسيقي غنية بالألحان الشجية. أوبرا "ماريا ستيوارداش من مؤلفات المؤلف الايطالي جيتانو دونيزتي "1797 1848" وكتب نصها الشعري "ليبرتو" جوزيبي بارداري وعرضت لأول مرة علي مسرح سكالا دي ميلانو في 30 ديسمبر عام 1855 وقصة العرض مستلهمة من المسرحة التاريخية "ماريا ستيوارت" للشاعر الألماني فريدريش شيلر وتدور أحداثها في فصلين حول مصير الملكة الاسكتلندية ماريا ستواردا التي أجبرت علي التخلي عن الحكم بعد انقلاب النبلاء الاسكتلنديين وغضبهم من سياستها الاستبدادية مماجعلها تطلب المساعدة من ملكة انجلترا إليزابيث الأولي التيتعتبر ابنة عمها فتنتقل للعيش معها وتشارك في أعمال سياسية لعدة سنوات وتشك سيسييل مساعدة إليزابيث في ماريا. وتحذرها. لكنها لم تقتنع أن تتأمر عليها ابنة عمها. ومع مرور الوقت تتأكد الملكة إليزابيث. وتأمر بإعدام ماريا بتهمة التآمر علي قتلها. وتستعد ماريا للإعدام بعدما دعت لانجلترا بالسلام والاستقرار. مطالبة الملكة أن تسامحها علي ما فعلته بها. الأوبرا واحدة من مجموعة أوبرات ألفها دونيزتي تدور حول شخصيات نساية من التاريخ الانجليزي وقد سبق أن شاهدنا له في الموسم الماضي في المتروبوليتان أوبرا "آنا بولينا" التي أخرجها نفس المخرج "دافيد ماك فيسار". الغناء والموسيقي البطولة في العمل لشخصيتين نسائيتين الأولي ماريا ستيواردا وقامت بدورها الميتزوسبرانو الأمريكية "جويس ديدوناتو" والتي أدت الدور ببراعة مقنعة حيث حافظت علي تقنية جيدة وتلوين صوتي ساعدها عليها صوتها البراق بطبيعته بالاضافة لقدرة تمثيلية أما السبرانو "إليزا فان دن هيفير" من جنوب أفريقيا والتي قامت بدور الملكة إليزابيث والتي نشاهدها لأول مرة فكانت مفاجأة طيبة حيث يتميز صوتها بالفيبراتو "ارتعاش" السريع وبه عمق وتعبيرية تناسب هذا الدور الذي يحمل العديد من المشاعر منها الصرامة والغيرة والطريف أن هذه الفنانة من فرط عشقها للدور قامت بحلق شعرها تماما لتتمكن من إرتداء الباروكان الثقيلة إسوة بالملكة إليزابيث.. التينورماثيو بولينزاني الذي يظهر بكثافة في الفصل الأول قدم أغانية بطريقة استعراضية ومعبرة وواضح انه أصبح من المتميزين في هذا النوع من الأوبرا الايطالية حيث سبق مشاهدته في عروض المتروبوليتان ويثبت تفوقه في كل عرض. العرض قاده المايسترو الايطالي "مورزيوبينيني" الذي يعد نجم العرض حيث قدم المدرسة الايطالية الغنائية "بيل كانتو" برؤية جيدة كما جاء تفسيره لموسيقي دونيزتي موضحا لميزاته من بناء موسيقي متماسك ذات ألحان مصاغة من خلال هارمونيات وإيقاعات تساعد المغني علي إظهار مهاراته. المخرج جاء تناوله تقليدي ولكنه مناسبا لهذا النوع من الأعمال التاريخية ولكن كانت الحركة المسرحية مبتكرة ونشطة ساعد "جون ماكفارلان" مصمم الديكور والملابس أن يجعلنا نعيش في العصر الإليزابيثي ولكن مصمم الإضاءة كان له دور بارز حيث تعمد الألوان البراقة الت يخففت من حدة الأحداث التاريخية القائمة.