إذا أردت أن تناقش أي تصرف إسرائيلي. والأمثلة تتعدد في التهجير والتشريد والاعتقال والقتل. فأنت ضد السامية. وضعت إسرائيل إطار السامية حول آرائها وتصرفاتها. بل وجرائمها. من يؤاخذها. ويعترض علي ما ترتكبه من جرائم معلنة. بلغت حد العدوان العسكري علي الدول والأفراد. حتي لو ابتعدت عن فلسطينالمحتلة بآلاف الكيلو مترات. فإن الميديا الصهيونية تواجهه بتهمة العداء للسامية. تناسي حاخامات الكيان الصهيوني وقادته أن الاتهام بمعاداة السامية قد يسهل تقبله لمن لا يعرفون الحقائق. أما بالنسبة للعرب. فالاتهام مجرد نكتة. لأن العرب - كما نعلم - ساميون! من غير المتصور أن توجه الميديا اتهامها إلي التقرير الأخير الذي قدمه وزير الإعلام الإسرائيلي - خذ بالك! - إلي حكومته. يقول التقرير إن سنة 2012 شهدت كراهية متزايدة لليهود في العالم بسبب الحرب الأخيرة علي غزة. وحدثت اعتداءات عنيفة علي أماكن يهودية في الولاياتالمتحدة وكندا واستراليا وتشيلي وفنزويلا وإيطاليا وأسبانيا. بالإضافة - طبعاً - إلي الدول العربية والإسلامية. تمثلت الاعتداءات - كما يقول التقرير - في تشويه مقابر اليهود في ألمانيا. وتصاعد عمليات العنف من المجموعات اليمينية ضد اليهود. وتكونت ميليشيات مسلحة تستهدف العنصر اليهودي في المجر وبولندا. وأسفرت الأحزاب اليمينية في أوكرانيا عن عدائها لليهود. لم يقدم الوزير الإسرائيلي - في تقريره - أسباباً محددة لكراهية اليهود في العالم. لكنه قدم تبريرات وتفسيرات. منها أن كراهية اليهود جزء من الحملات الانتخابية في الكثير من دول العالم. ووجه اللوم للجنس البشري علي عدائه المعلن ضد اليهود. أغرب ما تضمنه التقرير أسئلة الوزير الإسرائيلي عن بواعث كراهية دول الغرب لليهود. رغم أنهم - أي اليهود - لم يحتلوا سوي الأرض العربية؟! وأدان - بالمناسبة - حكومات الغرب التي وجدت في هجرة اليهود المقيمين فيها إلي فلسطين. تخلصاً من التأثيرات السلبية لمواطنتهم في تلك الدول. الأشد غرابة أن التقرير لم يناقش الأوضاع القاسية التي يعانيها الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة. ولا رفض الرأي العام العالمي عمليات التزييف والتجميل التي تنشط لها الميديا الصهيونية. بهدف تشويه صورة العربي. والفلسطيني بخاصة. والتغني - في المقابل - بالديمقراطية التي تحققت في الكيان الصهيوني. إذا كان تقرير الوزير الإسرائيلي قد جاوز حساسيات قياداتنا السياسية من إعلان آراء قد يؤاخذها عليها الأوصياء. فإن من واجب هذه القيادات أن تضيف إلي التقرير وتعمقه. بتوضيح ممارسات الكيان الصهيوني اليومية ضد شعبنا العربي في كل أقطاره.