لم تستمر سلمية مظاهرات الاسكندرية طويلاً حيث سرعان ما قام المتظاهرون ليلاً بقطع خط قطار أبو قير وخط قطار الاسكندرية- القاهرة وطريق الكورنيش تاركين اتجاة واحداً لسير السيارات. تراجعت اعداد المتظاهرين ليلاً ولم تتجاوز لبضعة آلاف نظراً للحشود التي شهدتها شوارع الاسكندرية نهاراً.. وعدم تمكن العديد من الاستمرار في المظاهرات بسبب برودة الجو والامطار المستمرة. كانت ساحة مسجد القائد إبراهيم قد شهدت تجمع الآلاف في جمعة الخلاص بمشاركة جميع القوي والأحزاب السياسية مطالبين بحل الدستور ومجلس الشوري واقالة رئيس الوزراء وتشكيل حكومة ائتلافية والدعوة المبكرة لانتخابات رئاسية واقالة النائب العام. حالة الاختلاف بين القوي السياسية وعدم توحيد الاتجاه أو الأهداف ظهرت جلية في مظاهرة الجمعة فبالرغم من الاتفاق المسبق علي التوجه إلي منطقة سيدي جابر.. الا ان مجموعات انفصلت بالمئات في اتجاه منطقة "رأس التين" وسرعان ما عادت من منتصف الطريق نظرا لبرودة الجو وصعوبة التظاهر أمام منطقة رأس التين التي اغلقتها القوات البحرية بالاسلاك الشائكة علي مسافة بعيدة من مدخل القصر الرئاسي. ومجموعة توجهت إلي المجلس المحلي للتظاهر امامه الا انها اكتشفت الحصار الأمني المكثف للمجلس المحلي من قبل الأمن المركزي في ظل تواجد اعداد كبيرة من البلطجية في محيط المجلس مما دفع الشباب للعودة مرة أخري خوفاً من الالتحام وردد المتظاهرون "سلمية.. سلمية".. بينما توجهت مجموعة ثالثة ضمت النساء وكبار السن ورؤساء الاحزاب والمراحل العمومية المتقدمة إلي منطقة سيدي جابر للحفاظ علي السلمية. قام الآلاف من المتظاهرين بقطع طريق كوبري قناة السويس وأسفل النفق لمدة نصف ساعة وهو الطريق المتحكم في الحركة المرورية إلي الطريق الزراعي والصحراوي والطريق الدولي ومنطقة محرم بك وهو ما اصاب المنطقة بالشلل التام.. وتسبب القطع في توقف الحركة بالاسكندرية في ظل غياب تام لرجال المرور.. واعلن المتظاهرون عن مطالبهم واعتراضهم علي سياسة الاخوان والمطالبة باسقاط المرشد ليعاد فتح الطريق من جديد. حالة الانقسام بين القوي السياسية استمرت في المسيرات التي اتجهت إلي منطقة سيدي جابر عن طريق شارع أبو قير والبعض الآخر عن طريق الكورنيش وهو ما أدي إلي قطع الطريقين أيضا ثم تجمع الآلاف ليلا في نقطة ارتكاز واحدة بسيدي جابر. الامطار والسيول المتواصلة هاجمت الاسكندرية بعنف وبالرغم من ذلك استمرار المتظاهرين في السير وسط برك المياه التي اغرقت الكورنيش والشوارع الرئيسية مرددين "يا حريه فينك فينك حكم المرشد بينا وبينك". "ويسقط حكم المرشد" وشعارات ضد سياسة الرئيس مرسي.. وصاحبت المسيرات سيارات مزودة بميكرفونات لترديد الهتافات والاغاني الوطنية لبث الحماس في نفوس المتظاهرين. وشهدت الاسكندرية احتشاد الآلاف ليلا امام مبني الاذاعة والتليفزيون بباكوس لرفضهم لسياسة الاعلام الرسمي واداء بعض مذيعي القناة الخامسة وحاصر المتظاهرون المبني في محاولة لاقتحامه. في ظل تأمين كتيبتين للأمن المركزي للمبني من الداخل. قناع "فانديتا" يباع خلال المظاهرات وبمحطات الترام بسعر "ثلاثة جنيهات" وهو ما ساعد علي انتشار ارتدائه وسط المتظاهرين. منطقة "لوران" شهدت تظاهرات للعشرات من اعضاء ألتراس الأهلي حاملين أعلام النادي الأهلي لاحياء ذكري الالتراس ضحايا احداث مباراة الأهلي والمصري وتوجهت لمقابر المنارة لقراءة الفاتحة علي أرواح الشهداء. الشيخ أحمد المحلاوي غاب للجمعة الثانية علي التوالي لاجرائه جراحة باللثة. من ناحية أخري أعرب الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن بمحافظة الاسكندرية عن ترحيبه بوثيقة الأزهر التي تدعو إلي نبذ العنف واوضح الاتحاد في بيان له ان الأزهر هو منارة الاعتدال ومحل ثقة جموع المصريين مسلمين ومسيحيين علي مر الأزمان.. وأكد البيان علي ان وثيقة الأزهر تدعو إلي نبذ العنف وبدء الحوار من الجانبين من أجل الوصول إلي حلول حقيقية وفعالة للازمة الحالية. بينما أعلنت الجبهة الشعبية ضد أخونة مصر عن استمرارها في التظاهر حتي اسقاط الدستور واسقاط الحكومة وتشكيل حكومة انقاذ وطني. الدكتور حسن البرنس نائب محافظ الاسكندرية ظهر بين صفوف لاعبي نادي الاتحاد السكندري اثناء صلاة الجمعة داخل معسكر من المغلق بالاكاديمية العربية للنقل البحري واجتمع باللاعبين لتحفيزهم علي تحقيق نتائج ايجابية قبل مباراة الزمالك.. في حين غاب محافظ الاسكندرية عن الظهور ليكمل الاسبوع دون ان يتبين وجوده بالثغر من عدمه. من ناحية أخري أقام أو "لتراس ديفيلز" التابع للنادي الأهلي بالاسكندرية نصبا تذكاريا يحمل كلمة "المجد للشهداء" ورقم "74" علي أحد الأسوار باللون الأخضر بمنطقة لوران وكتبت كلمة "افتكروهم". اختفت مجموعة البلاك بلوك من المظاهرات خوفا من القاء القبض عليهم واشعل طلاب الجامعة والمدارس المظاهرات حيث قاموا بإلهاب وحماس المتظاهرين مرددين "لن نرحل.. أرحل". قام مجهولون وسط المتظاهرين بمحاولات فاشلة لاقتحام المجلس المحلي بالمدينة لكن فشلت محاولاتهم بسبب التعزيزات الامنية حول المبني مما اغضب المتظاهرين وقاموا بالقاء الطوب والحجارة علي المارة وافراد الأمن بالمنطقة.