نجحت قمة الكويت للدول المانحة في توفير الرقم الذي كان مستهدفا لدعم اللاجئين السوريين.. وأعلن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عقب اختتام أعمال مؤتمر القمة أنه تم توفير أكثر من مليار و500 مليون دولار.. بالاضافة إلي 182 مليون دولار قدمتها المنظمات الحكومية وغير الحكومية. وجه بان كي مون في مؤتمر صحفي الليلة الماضية الشكر لدولة الكويت التي بذلت مجهودا ضخما لحشد الدول المانحة.. وقدمت مساهمة سخية قيمتها 300 مليون دولار كانت مثالا يحتذي به الآخرون.. كما وجه الشكر للأسرة الدولية التي قدمت مساهمات لدعم اللاجئين السوريين من غذاء وكساء وبطاطين ورعاية صحية وتعليمية حتي يونيو القادم.. ودعا الدول التي لم تشارك في المؤتمر إلي سرعة تقديم الدعم الانساني للشعب السوري الذي طالما استضاف اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين وحان الوقت ليقف العالم إلي جانبه. أشار كي مون إلي ان ما تحقق في هذا المؤتمر لم يحدث في تاريخ مؤتمرات المانحين التي عقدتها الأممالمتحدة من قبل.. وهذه رسالة موجهة إلي السوريين تقول لهم: لستم وحدكم.. العالم كله معكم. تهلل وجه بان كي مون وهو يعلن في المؤتمر الصحفي: ما توصلنا اليه اليوم عظيم.. عظيم.. لقد انجزنا شيئا مهما لدعم السوريين بعد عامين من المعاناة المستمرة. كان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت قد افتتح مؤتمر المانحين بكلمة ذكر فيها ان التقارير المفزعة والأرقام المخيفة والحقائق الموثقة التي تنقلها الوكالات الدولية المتخصصة والتي نتابعها بكل الحسرة والألم تدعو إلي الخوف علي مستقبل وأمن سوريا ووحدة ترابها وشعبها الشقيق وعلي أمن واستقرار المنطقة. أضاف ان التقرير الأخير للمفوضية السامية لحقوق الانسان بالأمم المتحددة أكد وقوع أكثر من ستين ألف قتيل من الضحايا الأبرياء من رجال ونساء وأطفال.. وتضاعف عدد المفقودين والمعتقلين والجرحي.. حيث وصل إلي عدة مئات من الآلاف.. اضافة إلي أكثر من 600 ألف لاجيء في دول الجوار.. يعانون أوضاعا معيشية مأساوية في ظل ظروف مناخية قاسية. ألقي أمير الكويت باللوم علي النظام السوري الذي تجاهل مطالب شعبه العادلة وعدم قبوله بالمبادرات الاقليمية والدولية الساعية إلي انهاء هذه الكارثة.. مشيرا إلي ان الحقائق والارقام تضع علي عاتقنا مسئوليات جساماً.. وتدفعنا إلي العمل وبأقصي طاقة ممكنة لمواجهة تلك الكارثة والاسراع لحقن دماء اشقائنا.. والحفاظ علي ما تبقي من بنية تحتية لبلدهم. وفي هذا الاطار اعلن أمير الكويت عن مساهمة بلاده ب300 مليون دولار. طالب المشاركون في المؤتمر بضرورة التوجه إلي حل سياسي من خلال مجلس الأمن ينهي الأزمة السورية ويوقف المذابح اليومية ويحقق طموحات الشعب السوري في اقامة دولة ديمقراطية وسلمية بعد رحيل نظام بشار الأسد. أعلن الشيخ صباح خالد الصباح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي ان بلاده تشعر بالارتياح للنتيجة التي تحققت في المؤتمر مشيرا إلي انه بفضل الجهود الضخمة التي بذلها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تمكن المؤتمر من تجاوز الرقم الذي سعي اليه. قال وزير الخارجية الكويتي ان المساهمة المالية والانسانية لا تغني عن الحل السياسي الذي يجب ان يتم التوصل إليه وبسرعة من خلال مجلس الأمن الدولي وبتوافق الدول الخمس الكبري- مؤكدا ان وحدة مجلس الأمن هي المفتاح الحقيقي لحل الأزمة. أضاف انه علي الرئيس الأسد أن يستمع إلي صوت شعبه ويكف عن استخدام العنف. وإلي جانب الكويت قدمت السعودية 300 مليون دولار وقدمت الامارات 300 مليون دولار والبحرين 20 مليون دولار وأمريكا 155 مليون دولار والاتحاد الأوروبي 100 مليون يورو. أعلن السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية للشئون العربية ان مصر تدرس حاليا إقامة مستشفي ميداني للنازحين واللاجئين علي الحدود التركية أو الأردنية لتقديم الرعاية الصحية اللازمة في اطار جهود مصر ومساعيها للتخفيف من معاناة ابناء الشعب السوري. وكشف السفير كامل في كلمته امام مؤتمر المانحين ان مصر استقبلت ما يتراوح بين 100 إلي 120 ألف سوري وأصدر رئيس الجمهورية د. محمد مرسي قرارا يقضي بان يتمتعوا جميعا بالخدمات التعليمية والصحية مثل المواطنين المصريين تماما.. مشيرا إلي أن هناك أكثر من 500 طبيب مصري يعملون في فرق طبية اغاثية في المناطق الحدودية بالاضافة إلي الاطباء العاملين داخل سوريا وعلي خط النار. وجددت إيران موقفها الداعم لموقف بشار الأسد واتهمت بعض الاطراف وعلي رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية بارسال الأسلحة إلي المعارضة السورية.. وقال أمير حسن عبدالله وكيل وزارة الخارجية الايرانية علي هامش المؤتمر ان بلاده تدعم سوريا بقوة لدورها الهام في الصمود والمقاومة.. مشيرا إلي أن بلاده قدمت للسوريين مساعدات تقدر ب200 مليون دولار. قال وكيل الخارجية الايراني ان بلاده تشجب أي قتل للمدنيين من أي جهة.. وتشكر كل الدول التي تقدم مساهمات لمساعدة الشعب السوري.. لكن الوضع في سوريا يحتاج حلا جذريا يتضمن الوقف الفوري للعنف ومن ثم السيطرة الفعلية علي المناطق الحدودية. ورغم البداية الهادئة للمؤتمر التي تجنبت الهجوم المباشر علي النظام السوري إلا أن الرئيس التونسي منصف المرزوقي خرج عن السياق وهو يطالب بوقف حمامات الدم في سوريا حيث وصف بشار الأسد ب"ديكتاتور المجازر".. وطرح مبادرة من 4 نقاط تدعو إلي وقف العنف فورا والحفاظ علي سلمية الثورة السورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية من المعارضة ووضع دستور ديمقراطي وخطة عربية ودولية لإعادة اعمار سوريا. أكد الرئيس اللبناني ميشيل سليمان ان بلاده تصر علي بقاء الحدود مفتوحة مع سوريا لاستقبال النازحين الفارين من الحرب.. ودعا المجتمع الدولي إلي مساعدة لبنان وتقاسم المسئولية معه لتوفير الرعاية الانسانية للنازحين السوريين الفلسطينيين.. مشيرا إلي أن حكومته وضعت خطة لرعاية هؤلاء النازحين بلغت تكلفتها 375 مليون دولار. طالب العاهل الاردني الملك عبدالله بانشاء صندوق لدعم اللاجئين السوريين ودعا إلي حل سياسي يحفظ وحدة سوريا ويوفر لشعبها وللدول المجاورة الدعم اللازم. وقد شهد المؤتمر عرض فيلم تسجيلي عن مأساة اللاجئين السوريين خارج سوريا وداخلها وحاجة النازحين إلي معونات عاجلة لتلبية الحد الأدني من احتياجاتهم الانسانية.