الأسباب التي ساقتها جبهة الإنقاذ لرفض المشاركة في الحوار الذي دعا إليه الرئيس محمد مرسي.. بعضها منطقي والبعض الآخر يخلو من المنطقية. الجبهة طالبت من خلال عمرو موسي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني تدير البلاد وتحمي الشعب وتتحمل مسئولياتها أمامه.. وهو طلب منطقي ومقبول وعليه توافق ثوري.. خاصة ان هذه الحكومة المطلوبة هي التي ستشرف علي الانتخابات البرلمانية القادمة لضمان نزاهتها. والجبهة قالت علي لسان د.السيد البدوي رئيس حزب الوفد ود.محمد البرادعي رئيس حزب الدستور انه لا يمكن المشاركة في حوار شكلي وليس موضوعيا استنادا إلي الحوارات التي عقدت في السابق.. وهو قول عليه أخذ ورد وتأييد ونفي. لكن الجبهة ومن خلال حمدين صباحي اشترطت للموافقة علي الحوار أن يوافق د.محمد مرسي علي شروط الجبهة.. واخضاع جماعة الإخوان للقانون وأن يعلن الرئيس مسئوليته عن أحداث العنف واراقة الدماء!! صحيح ان المطالبة باخضاع جماعة الاخوان للقانون حق وطلب منطقي مثلها مثل كافة الجهات بالدولة.. لكن باقي المطالب لا هي حق ولا منطق بل تضع "العقدة في المنشار" كما يقولون.. لسببين: * الأول.. انه لا يجوز أبدا التحاور بشروط مسبقة والا كان هذا ضعفا حقيقيا في الرئاسة نربأ بها أن توصف به. * الثاني.. إذا أعلن الرئيس مسئوليته عن احداث العنف واراقة الدماء.. فإن أي مواطن من حقه وقتها أن يطالب بمحاكمته فورا.. لكن إذا كان المقصود هو "المسئولية السياسية" فإنها لا تحتاج إلي اعتراف.. فالرئيس بداهة وبحكم الدستور والقانون مسئول سياسيا عن كل ما يجري للوطن والشعب.. فلماذا "تحبكونها" بهذا الشكل المرفوض؟ إذن.. ما هو الحل؟ أو ماذا بعد؟ لا حل من وجهة نظري سوي الحوار.. ولكن وفق أجندة محددة وواضحة البنود.. وليست وفق شروط مسبقة ومهينة لمقام الرئاسة. والوصول إلي هذه الأجندة له طريق وحيد هو أن تجلس جبهة الانقاذ مع الرئاسة وجها لوجه وليس عبر وسطاء أو من خلال المؤتمرات الصحفية.. وتعرض طلباتها ولا اقول شروطها ويتم بحث هذه الطلبات أو الحلول.. وان يكون الهدف الاسمي للفريقين هو اعلاء مصالح البلاد والعباد وليس "فرد العضلات" أو العناد. ان الظروف التي نحياها تنذر بمخاطر أشد وخسائر افدح.. مما يحتم علينا ضرورة النظر إلي المصلحة العامة لا الخاصة والواسعة لا الضيقة.. مصلحة وطن تقلق أحواله العالم كله ومصلحة شعب من حقه أن يعيش حرا وآمنا ومستقرا وكريما. أقول للجميع.. ارتفعوا فوق المصالح الشخصية أو الحزبية.. فالتاريخ لا يرحم.