شهدت محكمة جنايات الاسكندرية في القضية المتهم فيها الضباط بقتل متظاهري الاسكندرية أحداثاً مؤسفة ما بين عنف وشغب بين أهالي الضحايا والنشطاء السياسيين من جانب وقوات الأمن من جانب آخر. أثارت شائعة براءة المتهمين من التهم الموجهة إليهم حفيظة أهالي الضحايا الذين شعروا بغضب وظلم شديدين. وبدأوا بالتوافد علي مقر المحكمة جماعات وهم يرددون هتافات "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم" و"القصاص ممن ضربوا أولادنا بالرصاص". وبدأت الأعداد تتزايد بعد تداول النشطاء السياسيين علي صفحات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" قرار براءة المتهمين. مما أشعل نيران الغضب بين الأهالي وقاموا بالتعدي علي قوات الأمن المتواجدة لتأمين مقر المحكمة بالطوب والزجاجات الفارغة. مما اضطر قوات الأمن للرد علي هذا الاعتداء بإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين ومنعهم من التعدي عليهم. حيث امتدت آثار غاز القنابل لأبعد من كيلو متر من مقر المحكمة. مما أصاب سكان المنطقة المجاورة للمحكمة بالذعر والخوف. كانت جلسة المحاكمة قد انعقدت في الساعة الرابعة عصراً برئاسة المستشار محمد حماد عبدالهادي وعضوية المستشارين جاد حلمي وشريف فؤاد وأمانة سر جمعة اسماعيل وممثل النيابة المستشار محمد صلاح جابر.. في حين كان المتهمون اللواء محمد ابراهيم مدير أمن الاسكندرية السابق واللواء عادل اللقاني رئيس قطاع الأمن المركزي السابق والمقدم وائل الكومي رئيس مباحث قسم شرطة الرمل ثان سابقاً والرائد معتز العسقلاني معاون مباحث الجمرك سابقاً والنقيب مصطفي الدامي معاون مباحث قسم شرطة محرم بك سابقاً والرائد محمد سعفان معاون مباحث المنتزه أول سابقاً في قفص الاتهام بالملابس المدنية. شهدت الجلسة اشتباكات بين محامي المتهمين والمدعين بالحق المدني نظراً لتزايد أعداد محامي الطرف الثاني وكثرة طلباتهم. مما اعتبره محامي الطرف الأول تعطيلاً لسير المحاكمة. واضطرت هيئة المحكمة إلي رفع الجلسة بعد 5 دقائق من بدايتها. وتدخلت شخصيات أمنية لمحاولة إقناع رئيس المحكمة باستكمال الجلسة. وقضت المحكمة بالموافقة علي طلبات الدفاع للمدعين بالحق المدني وقررت استكمال الجلسة اليوم الأحد 20 يناير للاستماع إلي بدء مرافعة دفاع المتهمين الأول "اللواء محمد ابراهيم" مدير الأمن السابق. عقب الانتهاء من الجلسة قامت قوات الأمن بالمحكمة بتأمين خروج المتهمين من القاعة وسط إجراءات أمنية مشددة لمنع التعدي عليهم من قبل أهالي الضحايا. كانت أحداث الشغب التي حدثت قد أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص في الاشتباكات التي حدثت بين قوات الأمن والمتظاهرين أمام ساحة المحكمة. منهم اثنان من قوات الأمن المركزي. حيث تم نقلهم للمستشفي الأميري الجامعي لتلقي العلاج. وعلي جانب آخر وفي سياق احداث الشغب التي قام بها المتظاهرون مع أهالي الضحايا قاموا بتحطيم ثلاث سيارات لقاض ووكيلي نيابة وقامت الشرطة بتحرير محضر لبعض المتظاهرين بقيامهم بتحطيم سيارة تابعة للشرطة في نطاق محيط المحكمة.