سياسة الكيل بمكيالين التي يتبعها بعض الموظفين في الوحدات المحلية هي سبب انتشار العشوائيات. تجدهم يوافقون علي بناء عقار بارتفاع 12 دوراً. ثم يرفضون الترخيص لبيت ملاصق له بأن يرتفع أكثر من 3 أدوار. نتيجة لهذا تحولت بعض المدن والقري إلي "سمك. لبن. تمر. هندي" حيث العمارات تعلو وتهبط بدون تنسيق. وتفتقد للشكل الجمالي المعماري. لأن الخطوة الاولي نحو التنسيق الحضاري. وان تكون لنا مدن وقري ملتزمة بخطوط التنظيم. هو ان يصدر ترخيص البناء متضمنا حتي اللون الذي سوف يتم دهن العمارة به.. وهذا يحتاج إلي فنان بارع يرسم لوحة جمالية. تزينها العمارات والحدائق والمرافق. بل وان تحقق الشوارع السيولة المرورية المطلوبة. مثال لهذه العشوائية ما جاء برسالة المواطن علي عبدالصمد علي من القليوبية. فهو يقول انه يمتلك منزلا بحوض ترعة البلد رقم "8" بزمام الخرقانية مركز القناطر الخيرية وهو مكون من خمسة طوابق. وعندما تقدم بطلب لتوصيل المرافق للدورين الثالث والرابع حرروا له مخالفة علي بناء الدور الرابع. انهي رسالته بأنه قام بالبناء قبل صدور قانون تنظيم القري في يوليو 2009. ويشير إلي أنه توجد عمارات مكونة من ثمانية أدوار وتم توصيل المرافق لها. القضية ليست في توصيل المرافق هنا.. ورفضها هناك. ولكنها تكمن في هذا الكيان العشوائي الذي ينشأ بأن يكون عقارا مكونا من 4 طوابق مجاورا لعقار من 12 دورا ثم يجاوره منزل من طابقين وهكذا. الأمر الذي يشوه أي مدينة أو قرية. التنسيق الحضاري لن ينجح بالتنسيق مع الوحدات المحلية.