أنهى الآلاف من جماهير ألتراس النادي الأهلي مساء اليوم الجمعة فعاليات مليونية "القصاص للشهداء" التي شهدها ميدان التحرير للتأكيد على ضرورة محاسبة المسئولين عن إراقة دماء شباب الألتراس في أحداث بورسعيد التي وقعت في الأول من فبراير الماضي وأدت إلى مقتل 72 من مشجعي النادي الأهلي . وأزال القائمون على التظاهرة المنصة الرئيسية ومكبرات الأصوات التي استخدمت في فعاليات مليونية اليوم لبث الأغاني الوطنية وأناشيد الألتراس بالإضافة إلى إلقاء الكلمات من أعلاها , مؤكدين أنهم منتظرون القصاص لدماء الشهداء في المحاكمة المقررة يوم 26 يناير وأنهم لن يفرطوا في دماء الشهداء . وفور إعلان الألتراس إنهاء وقفتهم الاحتجاجية , انخفضت أعداد المتظاهرين بميدان التحرير , فيما انتشرت الحلقات النقاشية الجانبية بين المعتصمين , حيث طالبوا فيما بينهم بالعمل على إرجاع حق الشهداء والقصاص لمرتكبي هذه الجريمة الوحشية . وامتدت الحوارات الجانبية إلى التحدث حول الأحكام المتوقع صدورها في القضية , مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عن حقوق الشهداء . في الوقت نفسه , أعلن بعض أعضاء رابطة مشجعي النادي الأهلي اعتصامهم في ميدان التحرير حتى موعد النطق بالحكم في القضية , مؤكدين أن القصاص العادل هو المطلب الوحيد لهم من أجل عودة حق الشهداء . وكان شباب الألتراس قد عرضوا بميدان التحرير مساء اليوم فيلما تسجيليا لأحداث بورسعيد والذي تناول لقطات أرشيفية لشباب الألتراس في المدرجات قبل الأحداث وأثناء الاعتداءات التي تعرضوا لها, حيث تجمع مئات الشباب لمتابعة عرض الفيلم , فيما سادت حالة من الهدوء التام على المتواجدين بالميدان لمتابعة الفيلم . بينما انتشر العشرات من الألتراس بزيهم الموحد "القميص الأسود ومدون عليه أسماء 72 شهيدا" بالإضافة إلى اللافتات التي تطالب بالقصاص. ورفض بعض أعضاء الألتراس في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط مطالبة البعض خاصة ألتراس المصري البورسعيدي بنقل الجلسة النهائية التي ستشهد النطق بالحكم في القضية إلى بورسعيد , مؤكدين أنهم سيحتشدون خارج قاعة المحكمة بالتجمع الخامس يوم 26 يناير . وأضافوا أن من غير المنطقي أن يذهبوا إلى تشجيع فريقهم في مباراة كرة قدم ويعودا محملين على الاكتاف , مؤكدين أن القصاص العادل هو مطلبهم بعد أن رأوا الموت بأعينهم عقب انتهاء مباراة المصري والأهلي . وكانت رابطة ألتراس النادي الأهلي قد أعلنت عن تنظيم وقفة بميدان التحرير اليوم الجمعة قبل النطق بالحكم في قضية شهداء بورسعيد المقررة في 26 يناير الحالي , وحددت الرابطة عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" خريطة المسيرات التي انطلقت مساء اليوم من أمام النادي الأهلي بالجزيرة ومسجد الفتح برمسيس وصولا إلى ميدان التحرير للمشاركة في المليونية . جدير بالذكر أن أحداث إستاد بورسعيد وقعت مساء يوم الأربعاء الموافق الأول من شهر فبراير 2012 عقب نهاية مباراة كرة قدم التي جمعت بين فريقي المصري والأهلي في الأسبوع السابع عشر من بطولة الدوري الممتاز وأنتهت بفوز الفريق البورسعيدي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد , قبل أن تنقلب الأمور رأسا علي عقب وتشهد أرضية ومدرجات الإستاد مأساة إنسانية عقب اللقاء راح ضحيتها 72 قتيلا ومئات المصابين , لتصبح أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية .