لعل الإيجابية الأولي التي تحققت في ثورات الربيع العربية هي التعرف إلي الانتماء الذي يشمل شعب المنطقة بتعدد أقطاره. من خلال توالي الثورات. بدءاً بثورة تونس. فثورة مصر. فاليمن. والامتداد إلي أقطار عربية. الآن. وفي توقعات المستقبل. والحق أنني أرفض تسمية الشرق الأوسط أعبر عن قناعتي ولا أنكر التسمية المستقرة لكن التسميات المقحمة والمغرضة استقرت في حياتنا بالقهر والإلحاح السياسي والإعلامي. بحيث أصبح الدفاع عن المبدأ والهوية دفاعاً عن الحياة في ذاتها. تسمية هذه المنطقة وهو ما تؤكده حقائق التاريخ والجغرافية. والأنثربولوجيا بعامة هي المنطقة العربية. وأن تنشأ في المنطقة دولة غير عربية. فلا يعني ذلك أن أغير اسمي. ولا صفة البيت. ولا اسم الشارع أو المنطقة التي يقع فيها البيت. هذا مجرد مثل مبسط للقضية. وإن كنت علي ثقة انها تحمل من التعقيد ما يجعل منها خطراً. ليس علي مستوي القضية الفلسطينية وحدها. ولا علي المنطقة العربية فحسب. وإنما علي سلام العالم جميعاً. الشرق أوسطية.. تعبير ظهر في حياتنا منذ أعوام قليلة. لكنه - بإصرار الإعلام الصهيوني ولا مبالاتنا - أصبح متداولاً. فلا تستوقفنا خطورته. إسرائيل هي صاحبة التعبير. حتي لا تظل جسماً غريباً في المنطقة العربية. ولغياب الفعل العربي. أو رد الفعل العربي. فقد تسللت إلي حياتنا تعبيرات أخري تدور حول نفس المعني. لعل أخطرها ثقافة حوض البحر المتوسط.. فهي تجعل من الدول التي تطل علي البحر المتوسط إقليماً يضم إسرائيل. ويفرض عزلة بين دول البحر المتوسط العربية وغيرها من دول المنطقة العربية. المنطقة التي زرع فيها الاستعمار دولة إسرائيل. اسمها المنطقة العربية. واسمها المشرق العربي. وهي بعض أقاليم الوطن العربي.. وإذا كنا قد قبلنا بتسمية الشرق الأوسط لأن تركيا وإيران تنتميان إلي المنطقة. فإن كل الخطر في قبول تسمية ثقافة البحر المتوسط. لأنها تستهدف الثقافة التي تعني الحضارة والتاريخ والفكر والإبداع. ثمة تسميات مفروضة من الغرب: الشرق الأوسط بدلاً من الشرق العربي. قضية فلسطين بدلاً من الاحتلال الصهيوني. وغيرها. فلسطين هي الثور الأبيض الذي كان أكله مقدمة لالتهام بقية الوطن العربي. كل الوثائق الاستعمارية الغربية والصهيونية. تتحدث عن فلسطين باعتبارها إقليماً في الوطن العربي. وتجد في الوطن العربي جسداً واحداً. أنا أستخدم تسمية الشرق العربي. أو الوطن العربي. وبلاده - عدا إسرائيل - هي أقطار. أما إسرائيل فهي تتشكل من مستوطنين. فرضوا أنفسهم علي مواطني قطر عربي هو فلسطين. ومن واجب بقية الأقطار أن تسانده في مقاومته المشروعة. باعتبار انتمائه إلي جامعة الوطن العربي. وليس إلي جامعة الدول العربية.