أثار فيلم "زيرو دارك ثرتي" Zero Dark ThirTy جدلاً وغضباً كبيراً لدي بعض أعضاء الكونجرس.. وتشكلت لجنة للتحقيق حول المشاهد التي تفضح أساليب التعذيب التي مورست علي المتهمين الذين اعتقلتهم المخابرات المركزية اثناء استجوابهم والتي ظهرت في الفيلم. الفيلم يجسد درامياً العملية العسكرية "السوداء" التي انتهت باغتيال بن لادن بعد الغارة عليه واختطافه والقاء جثته في المحيط. وقد عبرت رئيسة اللجنة السيناتور دايان فينشتاين التي تنتمي إلي الحزب الديمقراطي عن غضبها الشديد بسبب المعلومات التي قدمها الفيلم حول العملية. وفي خضم الجدل الذي احيط بالفيلم علمت وكالة رويترز أن اللجنة تقوم بفحص التسجيلات الصوتية والمكاتبات الموثقة التي تكشف عن الاتصالات التي جرت بين بعض المسئولين في الوكالة المركزية "CIA) وبين المخرجة الأمريكية كاترين بيجلو "مولودة نوفمبر 1951" وكاتب السيناريو مارك بول. وتتناول التحقيقات ما إذا كان العميل في المخابرات قدم لصناع الفيلم معلومات سرية لا يصح الافصاح عنها أم لا.. وكذلك تحاول اللجنة الكشف عن مدي المسئولية التي يتحملها العاملون في المخابرات عن الممارسات الفظة التي جرت اثناء التحقيق. خصوصاً وأنها مشاهد تترك أثراً سلبياً. تقدم المخرجة التي سبق أن رأينا لها فيلماً عن حرب العراق "هارت لوكر" عام 2009 قصة المغامرة البحرية العسكرية التي انتهت باغتيال بن لادن وتشير عمليات الفحص إلي الرسائل الالكترونية للحكومة والمعلومات التي توفرت لجماعة "المراقبة الفضائية" "judial watch) إلي أن المخابرات المركزية والبنتاجون قدما لصناع الفيلم تسهيلات كبيرة اثناء الإعداد للفيلم وهي المعلومات التي اعتمد عليها كاتب السيناريو. الفيلم حسب ما أثير حوله تسبب في الكثير من القلق والصداع للرئيس الأمريكي باراك أوباما في حين قال النقاد "الجمهوريون" إن هذا الجدل والغضب ليس سوي حيلة دعائية استخدمها الديمقراطيون لإعادة انتخاب أوباما. وحالياً يوجه الليبراليون المناصرون للرئيس هجوماً علي الفيلم باعتباره عملاً يروج لاستخدام التعذيب أثناء التحقيق مع المتهمين ورغم الضجة الكبيرة حول دور المخابرات لم يعلق جهاز المخابرات المركزية الأمريكية علي تحقيقات لجنة الكونجرس بالرغم من ضلوع أحد المسئولين فيها وهو مشيل موريل في تقديم المعلومات التي تقول اللجنة إنها مضللة وغير صحيحة وتسيء إلي أمريكا. مشيل موريل كان وقت اعداد الفيلم نائباً لمدير الوكالة والآن يعمل رئيساً فعلياً لها.. ويعتبر من النافذين والمفضلين وكان من المرجح أن يحتل منصب المدير بعد تقاعد الجنرال ديفيد بترويوس. ولكن الجدل الذي أثير حول محتوي الفيلم ألقي ظلالاً علي دوره في فيلم المخرجة الأمريكية. الفيلم سوف يعرض يوم 11 يناير الجاري وقد تم تصويره في مدينتي نيويورك ولوس انجلوس.. وكاترين بيجلو مخرجة هذا الفيلم يمينية بامتياز. ومناصرة مذهلة للعسكرية الأمريكية. وهي أول مخرجة أمريكية تحصل علي جائزة رابطة المخرجين الأمريكيين عن فيلمها "هارت لوكر" "2009" وأول مخرجة تحصل علي جائزة الأوسكار لأحسن إخراج وأول مخرجة تفوز بجائزة الأكاديمية البريطانية "بافتا". تزوجت من المخرج جيمس كاميرون في الفترة من "1989 1991" ورشحت معه للأوسكار عام 2010 وفازت هي بالجائزة.