أمر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام بإحالة مندوب الشرطة عامر عاشور عبدالظاهر حسن الذي أطلق الرصاص علي ركاب القطار رقم 979 القادم من أسيوط إلي القاهرة أثناء وقوفه في محطة سمالوط إلي محكمة أمن الدولة العليا "طواريء". تضمن قرار الإحالة توجيه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار لشخص والشروع في قتل 5 آخرين وحمل سلاح ميري بدون ترخيص. كما تضمن قرار الإحالة أقوال شهود الإثبات الذين شاهدوا الواقعة وهم محمود عبدالباسط الذي قال إنه يجلس بالمقعد الأول بالعربة التاسعة من القطار الذي تلي الجرار مباشرة وفوجئ بدخول المتهم الذ§ي كان يحمل طبنجة في يده وقيامه بإطلاق النار بصورة عشوائية ناحية ركاب الناحية اليسري من عربة القطار.. وأنه أسرع ناحيته أثناء قيامه بإطلاق الرصاص الذي لم يستمر سوي دقيقتين فقط وأمسك به وبالطبنجة لكن المتهم قاومه بشدة وأسرع بالفرار وترك السلاح والجاكت الذي كان يرتديه وعندما قام بتفتيشه عثر بداخله علي هويته الشخصية وكارنيه جهة عمله وهاتفه المحمول وحافظة نقوده.. وهو ما أرشد رجال الشرطة عن شخصيته واستطاعوا إلقاء القبض عليه بعد مرور 25 دقيقة من الجريمة. قال الشاهد الثاني حسام عبدالعال موظف بشركة بترول أسيوط ان المتهم ركب القطار من محطة سمالوط وفور دخوله العربة سار قليلاً في الاتجاه المعاكس لظهور الركاب ثم أشهر مسدسه واستدار في مواجهتهم وأطلق النار عشوائياً دون ان يبدو ان للمتهم سابق معرفة مع الضحايا أو دون ان ينطق بكلمة أو يهتف بشيء. أضاف الشاهد الثاني ان شاباً من ركاب القطار تحرك نحو المتهم فور قيامه بإطلاق النار محاولاً تقييده من الخلف إلا ان المتهم تخلص من قبضة يده وترك الجاكت الذي كان يرتديه وهرب من القطار. أكد الشاهد انه فور حضور رجال الشرطة اتصلوا بالرقم الموجود علي الكارت الشخصي للمتهم فرد عليهم شقيقه والذي جاء إلي محطة القطار وعلم بالحادث وقال إن شقيقه مضطرب نفسياً وانه موجود حالياً بالمنزل فذهبوا وألقوا القبض عليه. ثم جاء دور الشاهد الثالث وهو الدكتور محمد ممدوح عفيفي وهو طبيب جراح من بين ركاب القطار الذي أكد ان القتيل تلقي رصاصة مباشرة في منتصف الصدر وقد اخترقت عظمة القفص وتسببت في وفاته علي الفور ولم تفلح محاولاته في إنقاذ حياته كما أصيبت زوجته التي كانت تجلس بجانبه. ويتضمن قرار الإحالة اعترافات المتهم الذي أكد انه كان يشعر بضيق نفسي شديد فمشي من منزله إلي محطة القطار عسي ان يجد لنفسه متنفساً يهديء من ضيقه وصعد إلي محطة القطار وسار بجانب القطار المتوقف علي المحطة من عند العربة الأولي وحتي العربة التاسعة التي كانت في مقدمة القطار خلف الجرار مباشرة وانه لم يدر بنفسه إلا وقد صعد للقطار وأطلق النار علي الموجودين دون تمييز ودون سابق معرفة بهم ثم فر هارباً. واعترف المتهم انه نجح في الإفلات من الشاب الذي أمسك به لكنه ترك الجاكت الذي يرتديه والسلاح الذي سقط منه علي أرضية عربة القطار وعاد إلي منزله وهو يشعر بنوع من الراحة لكنه كان مرتبكاً بشدة ولم يخبر أهله بما فعله. وتضمن قرار الإحالة أيضاً أقوال جميع المصابين الخمسة في الحادث. كما تضمن قرار الإحالة أقوال والد المتهم ووالدته وزوجته الذين أكدوا في تحقيقات النيابة انه يعاني منذ سنوات من اضطرابات نفسية منذ ان كان يعمل بمصلحة أمن المواني بالبحر الأحمر حيث أطلق النار علي أحد زملائه بطريق الخطأ أثناء تأمين سلاحه مما أدي إلي وفاته وقد نشأ هذا الاضطراب النفسي منذ الحادث وكذلك عندما حضر عملية تشريح جثة المجني عليه. وقد صدر قرار من المجلس الطبي التابع لوزارة الداخلية بإحالته إلي عمل إداري مدي الحياة ومنعه من حمل السلاح لكنه عاد إلي حمل السلاح بعد تلك الواقعة بعام واحد. أضاف والد المتهم ان ابنه قام بتهديد أحد الضباط بالبحر الأحمر مما جعل هذا الضابط يصر علي نقله إلي خارج المحافظة وبالفعل تم نقله إلي مطار أسيوط. ثم أعيدإلي مديرية أمن المنيا منذ 7 شهور والحق بالعمل بمباحث مركز شرطة بني مزار وانه كان يعالج من نوبات عصبية ونفسية تنتابه من وقت لآخر نتيجة إصابته بهلاوس عقلية. وقد تضمن أوراق الإحالة معاينة النيابة التي قامت بها علي الطبيعة في صحبة المتهم داخل عربة القطار التي شهدت الحادث وشرح المتهم كيفية ارتكابه للجريمة وكذلك معاينة ضباط الأدلة الجنائية لمسرح الحادث والسلاح المستخدم وفوارغ الطلقات التي عثر عليها وتبين انها لنفس المقذوفات التي انطلقت من السلاح المذكور. بالإضافة إلي تقرير مصلحة الطب الشرعي عن أسباب وفاة القتيل فتحي سعد سعد غبريال والذي أكد ان الوفاة حدثت بسبب اختراق الرصاصة لصدره وخروجها من ظهره مما أدي إلي تمزيق أحشائه وحدوث نزيف دموي غزير. وصدمة عصبية وكذلك تقرير الطب الشرعي عن إصابة زوجته إيميلي حنا تكلا والتي نتج عنها استئصال الكلية اليسري والطحال وأيضاً فحص إصابات السيدة صباح سينوت سليمان التي أصيبت بطلقة في الكبد وابنتيها ماريان نبيل زكي وشقيقتها ماجي اللتان أصيبتا بطلق في الكتف وكذلك خطيب ابنتها إيهاب أشرف كمال الذي أصيب بطلقة في الساعد الأيسر. من ناحية أخري تتسلم محكمة استئناف بني سويف الأسبوع القادم أوراق القضية تمهيداً لتحديد جلسة عاجلة خلال شهر فبراير القادم أمام محكمة أمن الدولة العليا بالمنيا .. ومن المنتظر ان تصل العقوبة في هذه الجريمة إلي السجن المؤبد.