مازلت أعيش في التجربة اليابانية ورحلة ال 288 ساعة التي عشتها في أحضان بلاد الساموراي التي لاقيت فيها المتعة النفسية من مجتمع الورود والسماحة النفسية والتسامح العالي والأخلاق الرياضية بدون حذف أو رتوش فالأمانة اليابانية والصدق وجدته في سلوكهم بدون ادعاء أو قسم منهم بأنهم صادقين فاللأسف مجتمعنا مجتمع الأديان ضاع فيه الصدق والحب والتسامح بين أبنائه إلا من رحم ربي وأصبحت الأخلاق الرياضية بل التحلي بالأخلاق عملة نادرة نتشدق بها عشت ذلك أثناء تغطيتي لفعاليات كأس العالم للأندية 2012 علي ملعبي تويوتا ونيسان بيوكوهاما الدوليين وكما ذكرت في المقال السابق أنه لا توجد وزارة لا للشباب أو للرياضة ولكن توجد اتحادات وجميعها تابع لوزارة العلوم والتعليم والملاعب موجودة بالشوارع الرئيسية والمتفرعة فالمارة يتابعون مباريات للتنس الأرضي بالشوارع وسباقات الدراجات التي يمارسها اليابانيون بشكل يومي لقضاء حاجاتهم اليومية من تسوق وتريض معاً وأيضا الجري تلك السمة الاساسية في الحياة العادية ففي محطات المترو والقطار تجد العديد يجري من أجل اللحاق بالعمل ولا وقت لغير العمل. الناس تعيش حياتها بشكل طبيعي ميكانيكي منتظم لأبعد الحدود التي نتخيلها نحن سكان العالم العاشر آسف لا استطيع التجرؤ بالقول بإننا عالم ثالث بالنسبة لهم فهم "سقف" العالم ليس من فراغ بل بالعمل والصدق وعدم الادعاء.. ومع العودة لكرة القدم فهي ليست اللعبة الشعبية الأولي ورأيت الجماهير اليابانية السمحة والوديعة تصطف في أدب جم خارج الملعب تطلب جمع التوقيعات من لاعبي الأهلي بالرغم من هزيمة فريقهم فاستجاب من استجاب ورفض من رفض بالطبع غالباً عليه جاهلية ما قبل الإسلام وتقبلت الجماهير اليابانية هذا الأمر بوداعة الإسلام بدون ما يعرفون شيئاً عن الإسلام.. مواقف عديدة عشتها وأهمها ضياع "تليفوني المحمول" بالتاكسي الذي اقلني للمطار فعاد التاكسي متكلفا ثمن عودته لمكان الفندق الذي كنت أقيم به وأعطاه لموظفي الاستقبال الذين اعطوه في اليوم التالي لمسئولي شركة السياحة المنظمة للرحلة كمال عكاشة ونهلة عبدون وبمساعدة المرشدة اليابانية تواكو تاكينامي التي كانت تترجم من اليابانية للانجليزية فكم هم شعب عظيم ليس بتاريخه وحضارته والفهلوة التي يتعلقون بها مثلنا بل بمواقفهم التي لا ولن تنسي ويحضرني قول السفير المصري هشام الزميتي بطوكيو ان الناس هنا مقياسهم لبعضهم البعض هو العمل والدور الذي يقدمه للمجتمع فلا يهم الدين أو العرق والأصل والكلام اللي حضراتكم عارفينه في النهاية أحب أن اشكر كل من قدم يد العون للمصريين هناك من أعضاء البعثة وفي مقدمتهم رجال السفارة ومنهم راجي الاتربي نائب السفير والدكتور جوزيف رامز المستشار الاعلامي وأحمد يحيي الملحق الاعلامي ومعهم أحمد الهمشري القنصل العام وأخيراً الحاجة سميحة التي ظلت لمدة 3 أيام لإعداد مأدبة لنحو 40 فرداً قدمت فيه كل فنون الطهي المصري.