لم تشعر محافظة سوهاج بالمعاناة من قبل كما عانت من أزمة البوتاجاز خاصة بعد ثورة يناير واصبح في فترة ما الحصول علي أنبوبة بوتاجاز حلماً يراود كل سوهاجي وشهد مبني ديوان عام المحافظة احتجاجات وإضرابات عاودت مراراً وتكرراً. الأمر الذي وصل إلي محاولة اقتحامه من قبل بعض الأهالي. ومن عجز قام بقطع الطرق وإشعال النيران علي قضبان السكة الحديد لتقف القطارات لعدة ساعات في الوقت الذي عجز فيه المحافظ السابق اللواء الحمزاوي عن حل تلك الأزمة وربما أحد الاسباب الحقيقية لاقالته هو فشله في حل أزمة البوتاجاز. ليخلفه الدكتور يحيي عبدالعظيم محافظاً للإقليم وتستقبله الجماهير في أول يوم له بأسطوانة بوتاجاز فارغة أمام مكتبه. ليضع امام عينيه ازمة البوتاجاز كأولوية قصوي ومن مهامه الرئيسية ويبدأ في اتخاذ عدة قرارات منها الإطاحة بوكيل وزارة التموين وتغيير عدد من القيادات. ثم كان القرار الصعب بتوزيع البوتاجاز علي بطاقات التموين في ظل وجود عناصر من الفلول حاولت بكل الطرق إفشاله فبثت الشائعات لوقفه لكن مضي القرار وأصر المحافظ علي تنفيذه ويتم تعميمه علي مستوي أنحاء المحافظة في أول اكتوبر الماضي في اطار مواجهة السوق السوداء ووصول الدعم لمستحقيه. يري عبده محمود فضل موظف بهيئة الآثار بمدينة سوهاج ان تجربة توزيع انابيب البوتاجاز علي البطاقة التموينية تعتبر نجاحاً تحقق في الفترة الاخيرة. لانها أوقفت عملية تهريب الانابيب وبيعها في السوق السوداء . يتفق معه في الرأي ابوالحسن محمد بقرية السلاموني مركز أخميم بقوله بصراحة قرار وضع أسطوانة البوتاجاز علي بطاقة التموين اراح الجميع وقضي علي السوق السوداء. اما ابراهيم صديق موظف بالأزهر من قرية الديابات يري انها تجربة ناجحة بكل المقاييس ويتمني استمرارها . وأشاد خلف الله محمود من البلينا التي شهدت موجات من التظاهرات وقطع الطرق بتجربة البوتاجاز علي بطاقات التموين غير أنه يطالب بأن يكون عدد الاسطوانات بحسب عدد الافراد لأن أسطوانة واحدة لا تكفي أسرة كبيرة.. ويؤيده في ذلك صفوت القط موظف من المنشأة. ويشير محمد الضبع أبوعدس بأن ربط الانابيب في سوهاج علي البطاقة التموينية شئ جيد وفي صالح المواطن السوهاجي غير أنه أوضح بأن فكرة استلام الأنبوبة من تاجر البقالة التموينية مثلما هو مطبق بمدينة أخميم له سلبية تتمثل في وجود كميات كبيرة من الانابيب في منازل التجار ومخزنة بشكل غير آمن مما يعرض المنطقة لخطر حقيقي من ناحية ومن ناحية أخري يؤدي إلي تلاعب بعض التجار بسعر الانابيب. ويقول الشيخ خلف عثمان الشمندي إن بعض التجار لا يقومون بتسليم الحصص المقررة للمواطنين كما أن مركز سوهاج يقوم بتوزيع الأنابيب بالبطاقة التموينية من المستودع مباشرة مما يؤدي إلي التلاعب بها وبيعها في السوق السوداء. وتري عفاف الجارحي مدير عام بالتربية والتعليم أن قرار المحافظ بتعميم نظام الكوبونات علي مستوي مدن وقري سوهاج نظام أغلق به محابس الفساد التي كانت تنتشر في السوق السوداء عن طريق التجار وأصحاب المستودعات ولقد حدثت انفراجة كبيرة للأزمة. محمد السيد تاجر يري ان هناك عيوبا ومميزات. من أهم مميزاتها أنها تضمن للمواطن حقه في الحصول علي حصته من البوتاجاز دون إهدار لكرامته وكذلك تمنع التلاعب والسرقات المتكررة لحصص البوتاجاز لكن من أهم عيوبها تلاعب المسئولين عن التموين أنفسهم فمثلا هناك من حصل علي أنبوبة واحدة طوال الشهر الماضي وهناك من حصل علي انبوبتين. أما السيد ابراهيم من جهينة اعترض علي توزيع انابيب البوتاجاز بتلك الطريقة قائلا فكرة ليست عادلة. لان المواطن سيحصل فقط علي اسطوانة أو اثنتين في الشهر وهذا لا يكفي احتياجات الأسرة كثيرة العدد خاصة مع دخولنا فصل الشتاء . كما اشتكي صفوت ابراهيم محاسب من مركز سوهاج من الزحام الشديد ووجود طابور يمتد لمسافات من أجل الحصول علي أسطوانة بوتاجاز .