مرت 51 عاما علي وضع حجر الأساس للسد العالي في 9 يناير 1960 وهو مشروع قومي بكل المقاييس.. مهما حاول البعض الانتقاص من أهميته أو قيمته فقد أسهم في النهضة الصناعية الكبري التي شهدتها مصر في القرن الماضي فضلا عن اضاءة المدن والقري. وقبل كل هذا ساعد وجود السد العالي علي ايجاد خطط لاستصلاح الأراضي الزراعية فضلا عن انه كان الملاذ حين قل الفيضان في المنابع وانخفض منسوب المياه. فلجأنا إلي المخزون الموجود خلف جسم السد ولتمر السنوات العجاف دون ان نشعر بتهديد حقيقي لخطط التنمية الصناعية أو الزراعية. لست مع من يهاجمون السد العالي لمجرد انه من انجازات الزعيم جمال عبدالناصر فالموضوعية تقتضي أن نضع الأمور في نصابها وان نقيم الأعمال بتجرد وبدون تميز.. والاجدي هو ان ننقل للأجيال الحالية ملحمة بناء السد فقد كان مشروعا قوميا بكل ما تحمل الكلمة من معني ونجحت الدولة وقتها في حشد كل القوي الوطنية خلف هذا المشروع واذكر في طفولتي.. اننا كنا نشهد الاحتفالات علي ضفتي النيل.. اثناء مرور الصنادل في النيل وهي تحمل التوربينات باتجاه السد العالي. الآن لدينا مشروعات قومية كثيرة في حجم السد العالي.. وبعضها يفوقه حجما واهمية ونحتاج إلي أن نوقظ في المواطنين قيمتها القومية وان تكون هناك خطة لحشد هم خلفها.. في الاحتجاجات وما الوقفات التي نشهدها.. إلا دليل قوي علي ان اهمية ما يتم انجازه في مصر حاليا لم يصل إلي البعض ولم يستقر في يقينهم.. ان بلادنا تشهد حاليا نهضة كبري وان تدفق الاستثمارات الخارجية يعني المزيد من المشروعات وضخ أبواب العمل. لابد أن يصل إلي فهم المواطنين.. قيمة الانجازات التي تتحقق علي أرض الواقع حاليا.. وهي كثيرة جدا.