يقول إبراهيم المحروقي موجه بالتعليم إن الشهادة صفة نبيلة وهي والمروءة وجهان لعملة واحدة فهي من أخلاق الفرسان والعرب بوجه عام والمصري خاصة يتسم بتلك الصفة فهو شهم نبيل يدافع عن الحما والعرض وكل ما يملك وربما دفع حياته شهامة ومروءة. أضاف أن المصري في الريف والمدينة نبيل بطبعه يرعي الأمانة ويحافظ علي الحرمات ولا يحب أن يتدخل إنسان فيما لا يعنيه ومن ثم فهو غيور علي محارمه بل وعلي جيرانه وكل من تجب حمايته فكثير ما نجده يحمل عن الضعيف ويساعد المحتاج وكذلك كثيرا ما نجده في المواصلات العامة يقوم ليجلس امرأة أو فتاة أو شيخا كبيرا وهو أيضا أبي كريم عفيف النفس يرفض الهوان ويراه ضد الكرامة والعزة. قال إن المصري يربي ابناءه علي الشهامة والمروءة فيرفض منهم الجبن والخور وللاستكانة. إلا أن تلك المعاني النبيلة والأسس الرفيعة كانت ظاهرة متجسدة في الماضي واليوم أصبحت أقل مما كنا عليه لكنها ليست منعدمة وربما الظروف الراهنة أعاقت هذه النبالة إلا أن المصري الأصيل شهم ونبيل. أوضح علي الميهي مدير إدارة الإعلام بجامعة المنوفية أن الشخصية المصرية مفتري عليها رغم أنها تميزت منذ بزوغ شمس التاريخ ولاتزال بالتنوع والثراء وبالكثير من العناصر الإيجابية التي حفظت لها كينونتها وتفردها علي مدار التاريخ. أضاف أن الشخصية المصرية في عالم متغير تتأثر بما يحيط بها من أحداث والبعض يتحدث عن جمودها وهذا محط خرافة والباحثون يسوقون بعض الصفات الإيجابية والسلبية لتلك الشخصية. حيث حدثت تحولات أصابتها فباتت تدير كل شئونها بأسلوب الفهلوة في شتي مناحي الحياة وعانت من السلبية والفردية والأنانية وصولا إلي المذهب النفعي في بعض حالاتها إلا أن ذلك كله لا يمكن أن ينفي عن الشخصية المصرية السمات الإيجابية فيها مثل الإخلاص في العمل والجدية وروح التعاون والإيثار وحب الخير للجميع وما يمكن أن نسميه "الجدعنة" وطيبة القلب والمروءة والعزة والكرامة. أشار إلي أن تلك الصفات تجابه الصفات السلبية مثل الفهلوة والجهل والانتهازية والبلطجة والعشوائية والسلبية والأناميلية. قال د.عبدالمنعم شحاتة أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية إن التغير في الشخصية المصرية بدأ منذ السبعينيات في بداية التحول الاقتصادي وشيوع الاستهلاك الذي يزيد في فترات معينة مشيرا إلي أن ظهور حالات فساد والثراء الفاحش المفاجيء يعد من نماذج الأنانية عند المصريين. أوضح أن السلوك الإيثاري قل جدا عند المصريين والشهامة بشكلها المعنوي أو المادي اختفت إلي حد كبير لكن مازالت بقايا لها آخذة دور الواجب أكثر منها العمل التطوعي. مؤكدا أن المواطنين قديما كانوا يؤدون الواجب ولا ينتظرون رده واليوم قل الترابط الاجتماعي واندثرت القيم الاجتماعية نفسها وأصبحت القيمة مادية. أضاف علاء داود مدرس إن الناس معادن واختلاف الطباع آية من آيات الله في خلقه فتري من الناس من حسن خلقه وكرمته عليه نفسه فهو ذكي يتحمل الصعاب ويقوم بما كلف به بل يتطوع بأداء الأمور الجسام ومع هذا لا تراه إلا حمولا صبورا طيب النفس بما حمل ذا عقل راجح وفكر ثاقب ورأي نافذ وهذا هو الشهم.