أقيمت احتفالية بمناسبة مرور 50 عاماً علي استقلال الجزائر وذلك في إطار فاعليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدار الأوبرا المصرية حيث حضرها السفير الجزائريبالقاهرة "نزير عرباوي" والناقد "أحمد فايق" والمخرج الجزائري سعيد مهراوي والإعلامي جمال مازولي وكلا من الإعلامية فاطمة بن منحوحة ورابحة عشيت. تم عرض الفيلم الوثائقي "سينمائيو الحرية" للمخرج سعيد مهراوي ومدته 70 دقيقة. يتناول الفيلم دور السينما في تحرير الجزائر من خلال تسليط الضوء علي المخرجين الجزائريين والأجانب الذين شاركوا بأفلامهم في الثورة ومن أهمهم المخرج محمد الأخضر حامينا الحاصل علي السعفة الذهبية لمهرجان كان عن فيلم وقائع سنوات الجمر. وأحمد راشدي وجمال شاندرلي وكلاهما شارك في تكوين أول خلية للإنتاج السينمائي لخدمة الثورة التحريرية كما تناول الفيلم أول عمل وثائقي مصور حول حرب التحرير لمخرج فرنسي التحق بصفوف جهة تحرير الوطن وهو رونية فوتي بفيلمه الجزائر تحترق. بدأت الاحتفالية بإلقاء السفير الجزائري نزير عرباوي كلمته علي الحضور حيث شكر كل من ساهم في هذه الأمسية ولاسيما وزير الثقافة المصري الدكتور محمد صابر عرب لدعمه لهذه الاحتفالية التي تجمع الأشقاء العرب. وأضاف أنه لابد أن ننعي الشهداء الأبرار الذين ضحوا واستشهدوا من أجل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة. قبل أن يتحدث الناقد أحمد فايق طلب من الحضور الوقوف دقيقة حداد علي حال الصحافة وما يتعرض له الصحفيون من انتهاكات بجميع الصحف المصرية أثناء تغطيتهم للأحداث الجارية بالبلاد. تحدث فايق في الندوة حول تاريخ السينما الجزائرية وأفلامها بداية بفيلم البرتقالة الذي أخرج حالة الغضب عند شباب هذا الجيل. وفيلم سكتوا الذي عبر عن الحي الشعبي الجزائري من خلال مذيع يدخل بالكاميرا الخاصة به لخصوصية رجال الشرطة. فيلم غداً الجزائر وتدور أحداثه قبل انتفاضة 88 بيوم واحد فقط ثم فيلم قراقوز وجاء هذا الفيلم لإدانة نظام الحكم وقتها حيث رمز له ب "الأراجوز" أو الدومية للتعبير عن المعاناة التي عاشها الجزائريون ب "العشرية السوداء" وهي الحرب بين الإسلاميين والنظام الجزائري في .1992 أضاف: نلاحظ من خلال هذا الفيلم سينمائيو الحرية مدي الحرية التي وصل إليها المخرجون الجزائريون علي المستوي الفني وأيضاً علي المستوي الإنتاجي حيث اعتمدوا علي أكثر من طريقة للإنتاج وساعدهم علي ذلك الاستقلال في الدعم بدلاً من الاعتماد علي الحكومة. ومن المعروف تواجد أكثر من 550 دار عرض بالجزائر ولكن بالعشرية السوداء احترقت أغلبهم والباقي تحول إلي عروض ثقافية أو دار للمناسبات. ولكن مع ظهور الإعلام التليفزيوني الخاص مثل: الشروق. النهار. الجزائرية. بدأوا بالاهتمام بإنتاج المسلسلات ولاحقاً سيبدأون في إنتاج الفيلم. أشاد فايق بدور المرأة الجزائرية التي ظلمت في تاريخها بسبب العشرية السوداء بالرغم من لعبها دوراً هاماً ورئيسياً في معظم الأعمال ووقوفها بجانب الرجل لمواجهة الاستعمار الفرنسي فمثلاً فيلم "الجن" الذي يعرض العادات والتقاليد القديمة التي تحكم الفتاة والمرأة عندما تبحث عن ذاتها. فيلم "قوليلي" الذي قام ببطولته بطلتنان إحداهما محجبة والأخري غير محجبة ومدي التناقضات بين الاثنتين في الوقت الواحد. ثم فيلم "حورية" الذي يعبر عن مدي قهر المرأة حتي عند اغتصابها وتحميل المجتمع المسئولية لها. ولكن مع هذا الجيل بدأت النظرة تتغير تجاه المرأة والمضمون المقدم مختلفاً كلياً مع السابق. قال الإعلامي جمال مازولي: إن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي له عراقة كبيرة عند السينما الجزائرية. وكان من الصعب التحدث عن تاريخ السينما بالجزائر بمراحلها السياسية المختلفة في فيلم واحد بسبب الميزانيات الضخمة ولكن السينما الحاضرة استطاعت الوصول للعالم الخارجي والحرية أصبحت متاحة أكثر خاصة في آخر عشرين عاماً. أكد المخرج الجزائري سعيد مهراوي والمشارك بفيلمه سينمائيو الحرية أنه سعيد وفخور بمشاركته في هذا المهرجان الضخم. وقال: بمجرد أن حصلنا علي ورقة الميزانية من الحكومات الجزائرية سارعت باتصالاتي للتجهيز للفيلم.. وبالرغم من أن الميزانية ضئيلة جداً ولكنني حرصت علي تقديم الفيلم في أفضل حالاته وساعدني علي ذلك مشاركة جميع الفنانين والسياسيين بهذا الفيلم بترحاب شديد للتحدث عن تاريخ بلدهم وعن معايشتهن للواقع آنذاك. أضاف مهراوي أن تصوير هذا الفيلم استغرق 8 أيام فقط حيث حاول التوفيق بين الموجود علي قيد الحياة وبين البدائل من المتوفين. كما اعتبر أن الفيلم مكسب كبير لديه لإثراء نوادي السينما الجزائرية به.