شهدت جمعة "نصرة الشهيد" بالإسكندرية مفاجآت ومفارقات حيث اختفي الشيخ أحمد المحلاوي ولم يصعد كعادته علي منبر مسجد القائد إبراهيم وهو ما أرجعه البعض لمرضه. والمفاجأة الثانية تمثلت في إعلان الشيخ حسن عرفة إمام مسجد الشهداء بمساكن ضباط سيدي جابر استقالته من وزارة الأوقاف كإمام وداعية بعد أن تم نقله لمسجد آخر لانتقاده للرئيس مرسي وجماعة الإخوان لوساطتهم بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتركهم للمصريين أبناء الوطن الواحد يتقاتلون. وفي سياق متصل أكد الشيخ إبراهيم الحشاش وكيل وزارة الأوقاف أن قرار استقالة الشيخ عرفة لم يصله وأن الاستقالة إذا كانت مسببة فسيتم التحقيق فيها مؤكداً أن نقله جاء بعد هجوم المصلين عليه لرفضهم توجيه النقد للرئيس. كانت مسيرات حاشدة معارضة طافت شوارع الإسكندرية وميادينها للمطالبة باسقاط الإعلان الدستوري ووقف الاستفتاء علي الدستور ورفع المتظاهرون لافتات تطالب الرئيس بالعدول عن قراراته وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية ووضع دستور لكل المصريين. ولأول مرة تسحب مظاهرات القوي المدنية البساط من مظاهرات الإخوان حيث كان عددها 20 ألف متظاهر تجمعوا في ساحة القائد إبراهيم عقب صلاة الجمعة وبزيادة أعدادهم زادت الثقة فقاموا بتغيير مسار المسيرة المعلن عنه من قبل لمنطقة رأس التين بالجمرك فتوجهت لمنطقة تجمع مظاهرة الإخوان بسيدي جابر. تعددت مناطق إنطلاق مسيرات القوي المدنية ولم تقتصر علي القائد إبراهيم بل انطلقت مسيرات أخري إحداهما للألتراس من منطقة زيزينيا وأخري من سان استيفانو وثالثة من فيكتوريا ورابعة من باب شرق لتسير المظاهرة في مسارين متوازيين بشارع بورسعيد وشارع أبو قير. وقد ألهبت الأغاني الوطنية حماسة المواطنين وانتشرت الأعلام في شرفات المنازل وانطلقت زغاريد التأييد. وقد كثفت مديرية الأمن أعداد قوات الأمن المركزي حول مقر المديرية وبالشوارع الجانبية بعد أن شهد منزلا د.حسن البرنس والمستشار محمود الخضيري بمنطقة سموحة محاولة للاعتداء الثلاثاء الماضي وتم تكثيف الوجود الأمني حول منزل المستشار محمود مكي بسموحة. كما نظم عدد من الأحزاب السياسية مسيرات بطول كورنيش الثغر رافعين أعلاماً سوداء تعبيراً عن وفاة الديمقراطية. الأمر الذي أعاق الحركة المرورية بشارع الكورنيش. كما طالب المتظاهرون باقالة حكومة قنديل لفشلها. كما شهد ميدانا فيكتوريا والساعة بعض المناوشات عندما تقابلت مسيرات معارضة للرئيس بأخري مؤيدة للإخوان المسلمين ولولا تدخل العقلاء بالتهدئة. لوقعت كارثة. كان الإخوان قد أعلنوا عدم مشاركتهم في المظاهرات ثم فاجأوا الجميع بوجودهم في الشارع وهو ما اعتبره المعارضون إخلافاً للعهد للمرة الثانية في يومين متتاليين. وفي سياق متصل وفيما يعد مفاجأة نقلت التيارات الإسلامية علي رأسها جماعة المسلمين موقع التقائهم المعهود والمعلن وهو مسجد القائد إبراهيم الي مسجد سيدي جابر المواجه للمنطقة الشمالية العسكرية. وقد أكد مدحت الحداد عضو شوري الإخوان أن تغيير مقر المليونية وتحويله لمسجد سيدي جابر جاء لرغبة الإخوان في عدم الالتحام بالقوي الليبرالية والمعارضة. علي الجانب الآخر تم نقل القوي الثورية علي متن ما يقرب من 120 أتوبيساً الي القاهرة منذ الصباح للمشاركة في مظاهرة التحرير والمبيت. وقد استعانت جماعة الإخوان بأغاني شبابية تؤيد الإعلان الدستوري وتهاجم البرادعي وموسي وحمدين صباحي والمستشار أحمد الزند. وأقامت منصة أمام مسجد سيدي جابر وشارك فيها ما يزيد علي 10 آلاف متظاهر وتحدث خلالها القيادي الإخواني علي عبدالفتاح تأييداً لقرارات الرئيس كما تحدث أسامة المشرفي "أمين حزب العمل" الذي قال إن من انشق عن الرئيس مرسي هو من الكفار وإن محاولات الرئيس مستمرة لجمع شمل هذه الأمة وسنقاتل حتي آخر قطرة من دمائنا. كما قام الإخوان بتوزيع بيانا هاجموا فيه القضاة بالإسكندرية واتهوا بعض قيادات الحزب الوطني وأعضاء مجلس الشعب السابقين عن الوطني بتمويل المظاهرات المضادة للرئيس.