قرار اتحاد كرة القدم بعودة الدوري الممتاز منتصف ديسمبر القادم بشرة خير.. ولكن الغريب ان الأوساط الكروية من أندية وخبراء وإعلام رياضي قابلوا هذا الخبر بفتور شديد فلم يعد أحد يصدق مثل هذه الأنباء حول موعد انطلاق دوري الكبار بعد ان تكررت من قبل عملية تحديد مواعيد لاستئناف هذه المسابقة الكبري الأغلي مالياً والأكثر شعبية علي الاطلاق.. وسرعان ما يتم الاعلان عن إلغاء الموعد المحدد وتأجيلها لوقت لاحق حتي ان المدير الفني للزمالك الخواجة فييرا أكد انه ليس متفائلا بعودة المسابقة وانا شخصياً اشاركه الرأي لأن الاسباب التي أدت لتوقف النشاط الكروي المحلي منذ وقوع كارثة مباراة الموت في بورسعيد مازالت قائمة وفي مقدمتها ان الشرطة لم تنته من إعادة ترتيب أوراقها واستعادة هيبتها والثقة المفقودة بينها وبين المواطن وما يحدث حالياً في احياء ذكري شهداء محمد محمود خير دليل علي ذلك. وقضية شهداء مجزرة مباراة بورسعيد مازالت تنظر في قضاء مصر العادل الشامخ وجماهير التراس الأهلي تترقب الأحكام وأمن بورسعيد يرفض عودة النشاط الكروي داخل المدينة الباسلة بما في ذلك مباريات الناشئين وعلي الصعيد السياسي هناك حالة من الغليان وعدم الاستقرار تسود البلاد لاستمرار الصراع والتناحر بين الأحزاب والحركات السياسية علي كعكة السلطة الكل يرفض الاخر ويفسر الديمقراطية طبقاً لمصالحه والدستور حائر بينهم. وكأن مصر مازالت في سنة أولي دستور رغم انها من أعرق وأقدم بلدان العالم التي وضعت العديد من أعظم الدساتير التي عرفتها الحضارة الإنسانية الحديثة.. ناهيك عن استمرار الوقفات الاحتجاجية والفئوية والاعتصامات بسبب تراجع مستوي المعيشة وضعف الأجور وارتفاع الأسعار لمختلف السلع وفي مقدمتها قوت الشعب وزيادة معدلات البطالة والفقر وتوقف عجلة الانتاج في كثير من المواقع.. وهذا الواقع الأليم يؤكد ان مصر مازالت غارقة في الفوضي وتعاني من حالة سيولة كبيرة يزيدها اشتعالاً الإعلام الفضائي الفاسد الذي تعمد الاثارة وتشويه كل شئ وجعل الصورة قاتمة أمام المواطن البسيط الذي بات يضرب أخماساً في أسداس بسبب هذا الجدل السياسي العقيم والذي ينفخ فيه الإعلام الفضائي الفاسد النار ليزداد المجتمع اشتعالاً وصراعاً بينما تاهت اهداف الثورة العدالة الاجتماعية والعيش وتعامل الكثير من النخب السياسية وقطاعات كثيرة من الدولة والإعلام الفضائي الفاسد والذي كان يوماً بوقاً للنظام البائد الساقط ولحلم التوريث وفجأة تحول مقدموه لثوار كالحرباء التي تتلون هؤلاء جميعاً فهموا الهدف الثالث لثورة يناير الحرية علي انها الصوت العالي وقلة الأدب والتجاوز وعدم قبول الآخر وعدم احترام رأيه وكيفية الاختلاف في اصرار غريب علي إثارة البلبلة وجعل البلاد تعيش في حالة فوضي والمواطن في حالة توهان واحباط بلا نهاية وفساد مازل ينهش في جسد الاقتصاد الذي ينهار يوماً بعد الآخر.. واهمال جسيم يحصد أرواح الأطفال والكبار في حوداث الطرق والقطارات.. ونصيحتي لمجلس الجبلاية في ظل هذه الأجواء المضطربة وغير المستقرة ألا يقف مكتوف الأيدي حتي يظهر هلال دوري الكبار وعليه ان يتحرك ويضع الخطط والبرامج لخدمة باقي فروع اللعبة وعناصرها بمتابعة دوري الناشئين لمختلف المراحل واعطاء اشارة البدء لانطلاق دوري البراعم لانه بدون توافر قاعدة عريضة من اللاعبين الصغار لن تنهض اللعبة.. وأمامه تنفيذ برامج المنتخبات الوطنية بدقة وتنظيم دورات صقل لمدربي الناشئين في مختلف الأندية ومراكز الشباب وهم قاعدة رهيبة من المدربين علي مستوي الجمهورية يمكن ان تفرز لنا نجوماً جدداً في عالم التدريب يسهمون في النهوض بفنون الساحرة المستديرة بما يصب في مصلحة المنتخبات الوطنية والكرة المصرية ويؤهلها للمنافسة علي منصات التتويج القارية والعالمية أقول لكم تلك النصيحة يا رجال الجبلاية حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً في مستقبل مصر المحروسة.