التصريحات التي وردت علي لسان وزير المياة الاثيوبي وزميله مدير ادارة المياه العابرة للحدود خلال الندوة التي عقدت في الخرطوم حول الاثار المتوقعة لسد النهضة ليست اكثر من استخفاف بالعقول واعتراف بالاثار السلبية لهذا السد علي مصر والسودان. فكيف يقول مدير المياه العابرة ان السد لن يستطيع حجز المياه من الناحية الفنية ثم يعود فيقول ان معظم الاجزاء الشرقية في اثيوبيا تعاني من شح المياه فكان لابد من اقامة السد!!! وبكل وقاحة ويعود المسئول الاثيوبي فيطمئنا إلي ان البحيرة الصناعية التي ستقام خلف السد تبلغ سعتها 72 مليار متر مكعب فقط!!! وبمجرد ان تمتليء سوف تجري المياه إلي السودان ومصر. اي ان علي مصر والسودان ان تعيشا عدة سنوات من الجوع والجفاف والاذلال حتي تمتليء البحيرة. والغريب ان يأتي المسئول الاثيوبي ويؤكد علي اهمية التفاوض بين دول النيل الازرق الثلاث. وكأن اثيوبيا تفاوضت مع مصر والسودان قبل ان تشرع في بناء السد. الايام تمر سريعا وسوف نجد انفسنا في عام 2015 وهو العام الذي حددته اثيوبيا للانتهاء من اقامة السد الذي اتمت 13% منه بالفعل لنجد انفسنا امام كارثة محققة. ولا ينبغي ان تقف مصر مكتوفة الايدي وتقبل هذا المسلك الاثيوبي التآمري لمجرد انها دولة منبع وان مصر دولة مصب.