حلوان كانت حتي وقت قريب مزاراً سياحياً واستشفائياً يأتيه الناس من هنا وهناك لجوها النقي الجاف.. ولكنها اليوم تعاني تلوثاً هائلاً بفضل مصانع الأسمنت. وعشوائية وزحاماً وإهمالاً جسيماً وتقاعساً حتي عن حماية أراضي الدولة التي زحفت عليها جحافل البلطجية. وفرضوا قانونهم بوضع اليد عنوة واقتداراً في غيبة الحكومة وربما بمساعدة وتواطؤ من بعض المسئولين. عزبة وعرب الوالدة التابعة لحي حلوان مثال صارخ لاعتداء البلطجية علي الأراضي الفضاء. وقد حضر إلي "المساء" مجموعة من شباب المنطقة طلبوا عدم نشر أسمائهم خشية البطش بهم جاءوا يشكون قيام بلطجية يساندهم أعضاء سابقون بمجلس الشعب بالاستيلاء علي قطعة أرض فضاء مساحتها 4 آلاف متر مربع. كانت مخصصة لإقامة خدمات تضم حديقة ونقطة شرطة ومركزاً للطفولة والأمومة والوعي البيئي. "المساء" لم تكتف بسماع شكواهم. وإنما انتقلت لمعاينة قطعة الأرض المتنازع عليها علي الطبيعة.. والتقت بعض أهالي عزبة وعرب الوالدة.. فماذا قالوا..؟! قالوا: نشأ النزاع علي تلك الأض منذ ما يقرب من عامين. وتم عقد اجتماع حضره بعض كبار رجالات المنطقة وأعضاء سابقون بمجلس الشعب. واقترح البعض في نهايته بأن يحصل البلطجية علي 3 آلاف متر مربع. ويتركوا ما تبقي من المساحة "1000 متر مربع" لإقامة مستشفي يخدم المنطقة. لكن هذا الاقتراح قوبل برفض الأهالي الذين شكلوا لجاناً شعبية لحماية الأرض محل النزاع وجاءتهم تهديدات بالقتل. وفي أبريل 2011 فوجئ أهالي المنطقة بأشخاص مجهولين يدعمهم بعض أعضاء مجلس الشعب السابقين يستولون علي الأرض عنوة. ويقومون بتشوين الطوب الأحمر ومواد البناء. ولم يكد يمر شهر واحد حتي بنوا 5 منازل أدواراً أرضية. وفي أغسطس 2012 أجري الأهالي اتصالات عديدة بعضو مجلس شعب سابق وعرضوا عليه مشكلتهم فوعدهم بحلها وتوجه إلي حي حلوان طالباً إزالة تلك المنازل وصدرت بالفعل قرارات لإزالتها لكنها لم تنفذ وظلت حبراً علي ورق. أضاف الأهالي : توجهنا بعدها لرئاسة حي حلوان للمطالبة بإصدار أمر تنفيذي لقرارات الإزالة لكننا فوجئنا باختفاء هذه القرارات ولم نجد لها أثراً بدفاتر ومستندات الحي. علماً بأن آخر هذه القرارات يحمل رقم 102 لعام 2012 وصدر في مايو من العام نفسه. أكد الأهالي أن قطعة الأرض محل النزاع جري تخصيصها لخدمة سكان مناطق: عرب وعزبة الوالدة والدواجن ومساكن الزلزال والملاءة. وكان مقرراً وضع حجر الأساس لمشروعات المستشفي ومركز الطفولة في 28 يناير 2011 لكن اندلاع الثورة حال دون تنفيذ الحلم. قال الأهالي إنهم لم يتركوا باباً لمسئول إلا وطرقوه. فقد حاولوا مراراً مقابلة رئيس حي حلوان السابق اللواء أسامة فراج. ونائب المحافظ للمنطقة الجنوبية. تيسير مكرم والنواب السابقين بمجلس الشعب دون جدوي. فقاموا بتحرير 5 محاضر بقسم الشرطة آخرها رقم 5 بتاريخ 5 مايو .2012 أضافوا : إن هناك تواطؤاً من المسئولين وأعضاء سابقين بمجلس الشعب وكبار عائلات المنطقة. حيث اتفق هؤلاء مع المعتدين علي الأرض علي أن يحصل البلطجية علي مساحة 3 آلاف متر مربع ويتركوا الألف متر الباقية للأهالي ليقيموا عليها المستشفي. ولما يئس الأهالي من تدخل الحكومة اضطروا للموافقة علي هذا الاتفاق. وبالفعل شرع أعضاء مجلس الشعب في تعديل التخصيص.. لكن البلطجية استولوا علي كامل المساحة دون رادع. "المساء" التقت بشباب الإصلاح بعزبة الوالدة. وتعرفت علي آرائهم في مستوي الخدمات المقدمة لهم وما يعانونه من مشكلات فقالوا: إن المنطقة تعاني انتشار الأمية حتي بين طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية. فقاموا ببناء 132 فصلاً مجهزاً لتقويتهم ومحو أميتهم. لأن المدارس غير مجهزة. كما نظموا دورات تدريبية لتعليم طلاب الثانوي والجامعات اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي. أضافوا : إن هناك مشكلات تحاصر المنطقة مثل تراكم القمامة وتقاعس شركات النظافة عن جمعها. كما أن هناك نقصاً في المخابز حيث جري إغلاق بعضها لأسباب غير معروفة. قالوا : قمنا بتنظيم حملة "أنا ايجابي" حتي نصل بالمنطقة إلي مستوي حضاري وتفعيل روح المشاركة المجتمعية الايجابية. ورفع مستوي ثقافة ووعي أهالي عزبة وعرب الوالدة. طالبوا بسرعة تدخل وزارة الصحة لترميم وإصلاح المركز الطبي لعزبة الوالدة. ومعمل التحاليل وتطويرهما. حيث تغرقهما مياه الصرف وتتسبب في تهالك أساساتهما وجعلهما آيلين للسقوط كما طالبوا بسرعة بناء مستشفي عام يخدم المنطقة. "المساء" حملت هموم أهالي منطقة عرب وعزبة الوالدة وذهبت إلي رئيس حي حلوان اللواء سعد عرفة وقامت بالاتصال وتبين لها أنه لم يعد بعد من الأراضي المقدسة حيث يؤدي فريضة الحج. فلجأت إلي السكرتير العام الأستاذة ثناء لحل مشكلة الأرض المتنازع عليها لكنها رفضت الحديث إلينا بحجة عدم حصولها علي تصريح رسمي من محافظ القاهرة بالتحدث للإعلام. فحاولنا الاتصال بنائب المحافظ للمنطقة الجنوبية اللواء تيسير مكرم لمعرفة رأي المحافظة في تلك المشكلة لكنه هو الآخر لم يرد علي التليفون علي مدي ثلاثة أيام متتالية..؟!