* تسال سماح السيد من شبين الكوم بالمنوفية ما موقف الشريعة من الاجهاض ؟ وماذا يجب ان يكون عليه الطبيب المسلم والأم المسلمه؟ ** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الازهر: اتفق علماء الاسلام علي ان اسقاط الحمل بعد نفخ الروح فيه حرام لايحل لمسلم ان يفعله لانه جناية علي حي ولذلك وجبت الدية لمن نزل حيا وعقوبة مالية أقل منها ان نزل ميتا ولكن اذا ثبت من طريق موثوق به إن بقاء الجنين بعد تحقق حياته بالحركة يؤدي لامحالة إلي موت الأم فهل يكون الحكم كذلك يحرم اسقاطه ولو ماتت الام وان الشريعة تأمر في هذه الحالة بارتكاب اخف الضررين فاذا كان في بقائه موت الام وكان المنقذ للام هو اسقاطه فان اسقاطه في هذه الحالة يكون متعينا انقاذا للأم من الموت ولايضحي بالام في سبيل انقاذ الجنين لان الام هي اصله وقد استقرت حياتها وصار لها خط مستقل في الحياة ولها حقوق وهي بعد هذا وذاك عماد الاسره وليس من المقبول ان نضحي بها في سبيل الحياة لجنين لم يحصل علي شئ في الحقوق والواجبات . أما اسقاطه قبل نفخ الروح فيه فقد اختلف العلماء في حله وحرمته فرأي فريق أنه جائز زاعما انه لاحياة فيه فلا جناية ورأي اخرون انه حرام وقالوا ان فيه حياة محترمة هي حياه النمو والاعداد ومن هؤلاء الامام الغزالي فقد عرض لهذه المسأله وفرق بينها وبين منع الحمل ابتداء وقال وليس هذا ويشير إلي منع الحمل كالإ جهاض والوأد لان الاجهاض جناية علي موجود حاصل وأول مراتب الوجودآن تستعد الماده لقبول الحياه وقال العلماء من الاعذار التي تبيح اسقاط الجنين قبل نفخ الروح ان ينقطع لبن الام بعد ظهور حملها ولها طفل رضيع وليس لابيه ما يستأجر به مرضعه له ويخاف هلاكه ففي هذه الحالة يصبح اسقاطه محافظة علي لبن الطفل الذي استقرت حياته واستقلت وكان الفقيه علي بن موسي يقول ان الاجهاض قبل نفخ الروح مكروه ويوجه ذلك بأن جرثومه الحياه ما لها الحياة فيكن لها حكم الحياه وقال ابن وهبان ان إباحة الاجهاض في هذه الحالة محموله علي حالة العذر أو ان أثمها اقل من اثم القتل ومن كلام بن وهبان ويكره ان تسعي لاسقاط حملها ويريد في التصور التشكل ومثله بأن يظهر له شعر أو اصبع أو رجل ومن توجيه هؤلاء العلماء حكم المنع في الاجهاض في هذه الحالة يتبين ان علماء الشريعة يرون كما يري الطب ان ماده التلقيح فيها حيويه يقدرونها ويعتدون بها ويرتبون عليها آثارها أما ما أشتهر علي الألسنه من ان الحياه لاتكون الافي الشهر الرابع فالمقصود بها حياه الحس والحركة التي عبر عنها القرآن بالخلق الآخر وعبرعنها في الحديث بنفخ الروح والعلماء الذين نفوا الحياه قبل نفخ الروح يريدون هذه الحياه لاحياه النمو والاستعداد لقبول الاطوار وهم لاينكرون ان الماده في ذاتها لها حياه أثرها النمو الاطوار التي اشار إليها القرآن الكريم في تكوين الانسان هذا هو موقف الاسلام علي مايراه علماء الفقه في مسأله الاجهاض قبل نفخ الروح وبعد نفخ الروح حتي حالة الولاده.